صديقتي اليونانية ..... بقلم : محمد عبد الوهاب جسري

[محمد عبد الوهاب جسري]

_ قم، استيقظ ، يجب أن ترحل من هنا، أعتقد أن "ايروس" قد اشتد غضبه منكَ وأنه سيرسل لكَ "هيديس" ليأخدكَ ويخلـّص حواء منكَ.



_ لا تقولي هذا حبيبتي ودعيني أنام قليلاً.



_ لا ، بل يجب أن ترحل اليوم، وإلا كان آخر يوم في حياتك



_ لقد أصبحتِ مملة، قولي لي ما هو تاريخ اليوم؟ في أي زمنٍ نعيش ؟ ولمَ هذا البرد الشديد ؟؟



_ نعم أصبحتُ مملة، نحن في اليوم الأخير من عام 2011 قبل الميلاد، غداً يوم جديد وسيطل علينا عام 2010 ق.م أرجو أن يكون عام خير.



_ يا لك من غليظة، وكأن الناس قبل الميلاد كانو يعرفون أنهم يعيشون قبل الميلاد!!. لمْ تقولي لي.... لمَ كل هذا الغضب من إله الحب "ايروس" ؟



_ لأنك أخطأت في حقي ثلاث مرات، لمْ يعد يشفع لك شيئ



المرة الأولى عندما التقيتَ بي أول مرة، تجاهلتني وأنت تخفي نظراتك، وتحاول أن تختفي وراء شرقيتك وأنت تشتهيني وتمثل دور القديس.



_ والثانية ؟



_ عندما أحببتني وأفرطت في عشقي إلى درجة الثمالة، أمضيتَ نهارك في مغازلتي وليلك في إفساد "مكياجي".



_ والثالثة ؟



_ عندما قررت أن تتركني وترحل.



_ لا ، قولي له لا يغضب، سآخذك معي، فقط دعيني أتابع نومي



_ لن أذهب معك بعدما قلت أنني أصبحتُ مملة وغليظة.



_ ستذهبين، أرجوكِ قولي لـ "ايروس" أن لا يتصل بإله الموت "هيديس" أريد أن أعيش. دعيني أنام قليلاً وعندما أستيقظ سنذهب إلى مطار أثينا، وسأنقلك إلى زمنٍ آخر، إلى عام 2011 ميلادي



_ يالك من رجل رائع، وماذا بعد ؟



_ سنطير إلى بلدي وسيتقبلنا الناس بالأهازيج وسنعلن زواجنا ونقيم الأفراح والليالي الملاح.



_ سأتركك تنام ساعة، خلالها سأدخل إلى الانترنت لأحجز بطاقات الطائرة، وأقرأ شيئاً عن بلدك لأكوّن فكرة عمّا سأراه هناك.



" عادت بعد ساعة لتوقظني من جديد "



_ أنا مسرورة جداً، حصلتُ على معلومات وفيرة عنكم، عندكم الكثير من الآلهة....



_ نعم ؟



_ عندكم "روتينوس" إله الروتين، و" باكدينوس" إله البغضاء، و عندكم "شاكئينوس" إله الشقاء و"سنوهوس" إله المعتقدات و"استغلانينوس" إله الاستغلال و "تاكادينوس" إله تعقيد المعاملات في الدوائر الرسمية و ...



_ دوّختيني، الله يخرب بيتك



_ هل تريد أن أحدثك عنهم بالتفصيل ؟



_ لا ، لا ...أنتِ مخطأة، عندنا إله واحد هو الله الخالق



_ أعرف، آمنتُ به لتوي، وقد اعتـنقتُ رسالته السماوية الأخيرة التي وصلت عن طريق رسوله محمد



_ اللهم صلي عليك يا سيدي يا رسول الله



_ لكنني قرأت أيضاً، أنه لا يُقبل إسلامي قبل أن أذهب إلى العاصمة عند إله المعتقدات وأعلن اسلامي هناك.



_ من قال هذا ؟



_ قرأتُ أن "سنوهوس" لا يثق بأنبيائه في باقي المحافظات، فلو جاء أحد وأعلن اسلامه هناك فإن اسلامه مشكوك به، وأنه أيضاً عاجز عن أن يرسل رسولاً في أحد أيام الشهر ليوم واحد فيشهد الناس أمامه أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وقرأت أيضاً بأنه لا يستطيع هو بجلالة قدره أن يترك عرشه ليوم واحد ويأتي بنفسه إلى كل محافظة يوماً واحد ليشهد أن هناك أناسا جددا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.



انهض كفاك نوماً، ليس لدينا وقت، في الطائرة سأحدثك عن باقي الآلهة، وستكون رحلتنا سعيدة لأنها ليلة رأس السنة.



كل عام وأنتم بخير

[عاشق الوطنية]

وانت بألف خير

موضوع شيق بطريقة ساخرة

اعجبني وصفك للمجتمع العربي بأن له عدة الهة

اله الروتين واله الأستغلال واله تعقيد المعاملات

وا وا وا الخ

على كل حال اخي الكريم موضوعك فيه الكثير من الفلسفة الأديسة ان صح التعبير

واشكرك على هذه المساهمة

ولكن اين باب النقاش فيه فلم اجده

اخوك محمد

[دمعة فرح]

واقع مرير .. شكرا لك أخي على السرد المشوق والممتع

تحيتي لك ...
ينقل لقسم الإبداع

[محمد عبد الوهاب جسري]

إلى عاشق الوطنية

أخي الكريم

مشكور جداً على مرورك الطيب

وأتمنى أن يكون العام القادم عام خير لك

أحببت أن يكون بطل القصة إنساننا العربي النائم، وبطلتها الانسان الاوربي النشيط الذي يهب بسرعة ويستفيد من التقنيات العصرية ويشغل عقله

وأحببت أيضاً أن أصف حالن اليوم بطريقة جديدة، أما باب النقاش هو ففيما عدده الآخرون من أنواع أخرى للآلهة التي تسيطر على عقولنا وتفكيرنا

أشكرك مجدداً

تقبلي تحيتي وسلامي