في كثير من الأحيان تجبرنا الحياة على اتخاذ قرارات حاسمة ومواقف صارمة تجاه أناس كانت لهم يوماً في القلب مكانة، وكنا نظن أن ما يجمعنا بهم من حب ومودة وصداقة لن ينتهي أبد الدهر.
لكن في لحظة معينة وإثر تصرف ما يبعث في النفس مرارة، تتلاشى كل الاعتبارات ويصبح الخيار الوحيد أمامنا هو استبعاد هؤلاء الناس من حياتنا مهما كانت التداعيات ونضطر للقول لهم عبارة: عذرا أنت خارج حياتي .
يقول السيد إبراهيم المختص الإجتماعي بأن الأفراد الذين يتمتعون بصحة نفسية سليمة هم الذين يعيدون حساباتهم مع الآخرين بشكل دوري، بحيث تكون لديهم القدرة على تقييم علاقاتهم على أساس صادق لا يخضع للهوى الشخصي.
وقد أوضحت العديد من الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع أن الأفراد الذين يسجلون في دفاترهم الشخصية ملاحظات حول معارفهم من الأقارب والأصدقاء، بحيث يتناولون الجوانب الإيجابية والسلبية في شخصياتهم، هم أقدر على تبين من هم الأولى باستمرار العلاقة معهم .
ويشير السيد إبراهيم إلى أن تقييم المحيطين بنا شيء منطقي جداً، فمن خلال معرفة طبائع الأفراد الذين نتعامل معهم بشكل منتظم والذين تنشأ بيننا وبينهم علاقات إنسانية واجتماعية، نستطيع أن نتخير أفضلهم ونستبعد على الفور من لا يصلحون للاستمرار معنا لنقول لأحدهم عذرا أنت خارج حياتي !
وما من شك أن المواقف الكثيرة التي تجمعنا بهم كفيلة بأن تجعلنا نستطيع أن نكون وجهة نظر سليمة عنهم، وهنالك أمور تستدعي أن يكون قرار الفرد باستبعاد شخص ما من حياته سريعاً وحاسماً، خصوصاً إذا ترتب على العلاقة معه ضرر.
ويضيف بأنه يجب على كل منا أن يدرك أنه ليس خالياً من العيوب، وكذلك الآخرون، لذا ينبغي أن نعطي العديد من الفرص لمن يهمنا أمرهم، حتى لا نصل في نهاية الأمر إلى مقاطعة كل الناس لمجرد اكتشاف بعض عيوبهم ونتسرع في الحكم والقول له عذرا أنت خارج حياتي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)