الرؤى تقع ، وهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة .
وهي من المُبشِّرات ، فيُستبشر بها ، ولا يُعوّل عليها ، ولا يُبنى عليها أحكام .
لقوله صلى الله عليه وسلم : لـم يبق من النبوة إلا المبشرات . قالوا : وما المبشِّرات ؟
قال : الرؤيا الصالحة . رواه البخاري .
والرؤيا ثلاثة أقسام :
الأول : الرؤيـا ، ومنها رؤيا الأنبياء ، كرؤيا يوسف عليه الصلاة والسلام ، ورؤى نبينا صلى الله عليه وسلم ، وغيرها .
والثاني : حديث النفس . وهي أن يكون الإنسان يُحدّث نفسه بشيء في اليقظة ، فيراه في منامه ، فهذا حديث النفس .
والثالث : من الشيطان ، وهو الحُـلُـم ، ومنه الاحتلام .
قال عليه الصلاة والسلام : الرؤيا ثلاث : فالرؤيا الحسنة بشرى من الله ،
والرؤيا تحزين من الشيطان ، والرؤيا مما يحدث به الإنسان نفسه ، فإذا رأى أحدكم ما يكرهه فلا يحدث به ، وليقم وليصل .
رواه الترمذي وغيره ، وصححه الألباني .
وعند ابن ماجه عنه عليه الصلاة والسلام قال : إن الرؤيا ثلاث : منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها بن آدم ،
ومنها ما يهمّ به الرجل في يقظته فيراه في منامه ، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة . وصححه الألباني .
والأحلام المزعجة أو المكروهة هي من تلاعب الشيطان ببني آدم ليحزنهم بذلك .
ولذا لما جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضُرب فتدحرج ،
فاشتدت على أثره . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي : لا تحدث الناس بتلعّـب الشيطان بك في منامك .رواه مسلم .
والرؤيا إذا عُبِّرت ، فإما أن تقع وإما لأنها لا تقع .
فيكون المعبِّر لم يوفق في تعبيرها ، أو الرؤيا لم تصدق .
ومن رأى رؤيا ولم تسرّه ، فإنها لا تضره وعليه بما يلي :
1 – أن ينفث على يساره ثلاث مرات حين يستيقظ ويستعيذ بالله من الشيطان .
2 – أن يتعوّذ من شرّها .
3 – ينقلب على جنبه الآخر .
4 – أن يقوم فيُصلي .
5 – أن لا يقصّها على أحد .
6 – أن لا يسعى لتأويلها وتعبيرها .
والأدلة على ذلك :
قال صلى الله عليه وسلم : الرؤيا من الله ، والحلم من الشيطان ، فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه
فلينفث حين يستيقظ ثلاث مرات ، ويتعوذ من شرها ، فإنها لا تضره .
قال أبو سلمة – الراوي عن أبي قتادة - : وإن كنت لأرى الرؤيا أثقل عليّ من الجبل،
فما هو إلا أن سمعت هذا الحديث فما أباليها . متفق عليه .
وقال عليه الصلاة والسلام : إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا ، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا ،
وليتحول عن جنبه الذي كان عليه . رواه مسلم .
وقد تقدّم قوله صلى الله عليه وسلم : فإذا رأى أحدكم ما يكرهه فلا يحدث به ، وليقم ولـيُـصلِّ .
وقال صلى الله عليه وسلم : الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبّر ، فإذا عُبرت وقعت ،
ولا يقصها إلا على وادّ ، أو ذي رأي . رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني .
وقال عليه الصلاة والسلام : إذا رأى أحدكم الرؤيا الحسنة فليُفسرها ، وليُخبر بها ،
وإذا رأى الرؤيا القبيحة ، فلا يفسرها ، ولا يخبر بها أحدا . صححه الألباني في صحيح الجامع .
والله تعالى أعلم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)