نيقوسيا ـ دمشق ـ وكالات: استمرت الاحتجاجات في المدن السورية الاربعاء في تحدٍ لحظر التظاهر الذي اعلنته الحكومة الثلاثاء، واكد ناشطون حقوقيون ان المئات خرجوا للتظاهر في حمص (وسط سورية) في حين تظاهر عشرات الطلاب في جامعة حلب (شمال).
كما اعتقلت السلطات احدى الشخصيات المعارضة في سورية حيث تبدو الحركة الاحتجاجية عازمة على الاستمرار بالرغم من اقرار الحكومة لحزمة مراسيم يقضي ابرزها بالغاء حالة الطوارئ في البلاد.
وعزلت السلطات السورية رئيس قسم الامن السياسي في بانياس (غرب سورية) التي شهدت احداثا دامية خلال الاسبوعين الماضيين للتحقيق معه في حوادث مرتبطة بأعمال العنف في المدينة الساحلية.
واعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان 'دورية تابعة لفرع الامن السياسي بمدينة حمص اعتقلت مساء الثلاثاء المعارض السوري البارز محمود عيسى اثر حديث ادلى به لقناة الجزيرة الفضائية'.
واوضح عبد الرحمن ان عيسى اجاب خلال اللقاء 'على سؤال المذيع حول قضية استشهاد العميد عبدو خضر التلاوي وولديه وابن شقيقه في حمص على يد مجهولين واكد انه يعرف الضابط بشكل شخصي ويحترمه ولا يعرف من ارتكب هذه الجريمة لكنه طالب الدولة بفتح تحقيق فوري والقاء القبض على المجرمين'.
واكد الناشطون من جهة اخرى ارتفاع حصيلة الضحايا الذين سقطوا خلال تفريق قوات الامن بالقوة اعتصاما شارك فيه الاف الاشخاص في حمص ليل الاثنين الثلاثاء للمطالبة بسقوط النظام، الى ثمانية قتلى فضلا عن 'عدد كبير' من الجرحى.
وقال احد الناشطين لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه ان 'المتظاهرين خرجوا من جامع النور في مركز المدينة هاتفين بشعارات تدعو الى اسقاط النظام وتحية للشهداء'.
وفي رد مباشر على ذلك صدر بيان باسم 'اهالي حمص' اكدوا فيه على استمرارهم بالتظاهر السلمي وعلى تمسكهم بمطالبهم ردا على رواية السلطات السورية عن قيام 'تنظيمات سلفية' بـ 'تمرد مسلح' في بانياس وحمص.
كما اكد الناشطون الحقوقيون ارتفاع حصيلة القتلى الى ثمانية في تفريق قوات الامن السورية بالقوة اعتصاما شارك فيه الاف الاشخاص في حمص الاثنين للمطالبة بسقوط النظام.
واكد الناشطون ان اسماء القتلى معروفة لديهم. وقالت احدى الناشطات لفرانس برس في دمشق ان الاعتصام الذي بدأ مساء الاثنين تم 'تفريقه بالقوة وجرى اطلاق نار كثيف'.
واكد الناشط نجاتي طيارة في اتصال مع وكالة فرانس برس ان 'المدينة شهدت اضرابا عاما وذلك حدادا على ارواح شهدائها'، مشيرا الى ان بحوزته اسماء 'الشهداء الثمانية الذين قتلوا في تفريق الاعتصام'.
واضاف طيارة 'ان عدد الجرحى كبير جدا'، مشيرا ايضا الى ان السلطات نفذت 'حملة اعتقالات واسعة'.
بدوره اكد الناشط نوار العمر ان عناصر الاجهزة الامنية 'يقومون بسد منافذ الاحياء الرئيسية في المدينة ويقيمون الحواجز'.
وفي حلب (شمال)، ذكر ناشطون ان 'العشرات من طلاب جامعة حلب خرجوا ظهر الاربعاء في مظاهرة مطالبة بالحرية أمام المكتبة المركزية في الجامعة'.
واضاف 'ان المظاهرة كانت في طريقها الى أمام مبنى شعبة الحزب ولكن سرعان ما طوقتها الأجهزة الأمنية وفرقتها بالعنف وحولتها لمسيرة مؤيدة'، مشيرا الى ان 'عدد رجال الأمن كان أكبر من عدد الطلاب'.
ولفت الناشط الى ان '37 طالبا اعتقلوا وتم ضربهم بالهراوات من قبل عناصر من اتحاد الطلبة والهيئة الادارية (الموالية للسلطة) بعد ان لحقوا بالطلاب الى كلياتهم بعد المظاهرة وأخذوهم الى مبنى الحزب'. وكشف ان من بين المعتقلين 'أنس خروب (طالب فيزياء سنة رابعة) ومالك خطاب (طالب رياضيات سنة رابعة)'.
واوضح الناشط ان هذه العناصر 'استخدمت العنف والهراوات وأحزمة البنطلونات'
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)