كثيرا ما يتشتت ذهن المرء عند قيامه بامور واجب عليه فعلها، بشكل ارادي او غير ارادي. لكن أظهرت دراسة جديدة انه حين يتشتت ذهن المرء عند القيام بمهمة أو نشاط، يكون أقل سعادة منه حين يكون مركّزاً تماماً في ما يفعله.
وقال كاتب الدراسة ماثيو كيلينغسورث الذي يعد رسالة دكتوراه في علم النفس بجامعة هارفرد الأميركية ان الذهن عادة ما يتشتت عما نفعله إذ ينشغل بالأمور التي حدثت وستحدث أو قد تحدث، وهو أمر يميّز البشر. ولكنه أشار إلى أن تشتت الذهن الإدراكي يكلّف المرء سعادته.
نقل موقع "هيلث دي" الأميركي عن كيلينغسورث قوله: "يبدو ان البشر لديهم قدرة فريدة على التركيز على غير الحاضر. لديهم القدرة على تذكّر الماضي والتخطيط للمستقبل وتخيّل أمور قد لا تحدث مطلقاً". غير أنه أكد انه في الوقت ذاته يفشل البشر في حسن استخدام هذه القدرة، حيث تقلل من سعادتهم بدلاً من أن تزيدها.
وشارك 2250 شخصاً في الدراسة مستخدمين تطبيقاً يتم إنزاله على هاتف "آي فون" وطلب منهم أن يتحدثوا عما يفعلونه وإذا كانوا يفكرون بأمور أخرى غير ما يفعلونه، وما إذا كان ما يفكرون به مرضٍ مثل التفكير بقضاء عطلة، أو غير مرض مثل القلق على علاقة أو وضع مالي، أو ما إذا كانوا في وضع حيادي. وبحسب النتائج تبيّن ان المشاركين يقضون 47% من وقت الاستيقاظ وأذهانهم مشتتة، كما تبيّن انه بين النشاطات الـ22 التي ذكر المشاركون أنهم يقومون بها، فإن الجنس هو النشاط الذي يركّزون فيه أكثر من غيره، فقد قال 10% فقط منهم أن أذهانهم تكون مشتتة أثناء ممارسة الجنس.
بشكل عام قال المشاركون انهم يكونون أكثر سعادة أثناء ممارسة الجنس والرياضة والكلام، وأقل سعادة عند الاسترخاء أو النوم أو العمل أو استخدام كمبيوتر المنزل. وتبيّن ان 42.5% من الأشخاص يفكرون بأمور ممتعة عند القيام بنشاط ما و26.5% يفكرون بأمور مزعجة، إلاّ أنه حتى الذين يفكرون بأمور ممتعة هم أقل سعادة من الذين يركزون بالكامل في ما يفعلونه. وتوصي الدراسة بأنه حين يشعر المرء أن ذهنه بدأ يتشتت عن النشاط الذي يقوم به، عليه أن يسعى للعودة إلى الحاضر، وخلصت إلى أن على المرء أن يشغل نفسه بأمر ما ويركّز فيه من أجل إبعاد نفسه عن التفكير بأمور مزعجة أو خطط فاشلة أو أخبار سيئة.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)