شجرة التين ، هذه الشجرة المباركة وهي من أقدم النباتات التي عرفها الإنسان، شجرة معمرة تنمو بعلاً ولثمارها أشكالاً وألواناً تبهج النفس وتغذي الجسد وتتمتع بقيمة غذائية وطبية واقتصادية هامة.
تتركز زراعة التين عالمياً في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط حيث ينتج 80% من الإنتاج العالمي، أما في سوريا فيحتل التين المركز الرابع من حيث المساحة المزروعة وتجود زراعته في كافة البيئات تقريباً وهي لا تستوجب مستلزمات إنتاج كبيرة وتنتج ثمار طبيعية وصحية خالية من الأثر المتبقي للمبيدات نظراً لقدرتها على التأقلم والعيش في ظروف بيئية قاسية لاتستطيع كثير من الأشجار المثمرة العيش فيها كما أنها لاتحتاج إلى كميات كبيرة من الماء والأسمدة ومقاومة للآفات والأمراض. كل هذه الصفات تجعل هذه الشجرة تحتل مكانة مرموقة ومادة نباتية تستحق الدراسة والاهتمام والعمل على النهوض بها.
لمحة تاريخية والموطن الأصلي والانتشار:
شجرة التين واحدة من الأشجار المباركة، وهي من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان، وتعتبر هذه الشجرة إحدى أطول الأشجار المثمرة عمراً وشكلت مع الزيتون والعنب والنخيل أقدم مجموعة من النباتات التي قامت عليها زراعة البساتين في العالم القديم.
لقد وفرت هذه الفاكهة عبر آلاف السنين ثماراً طازجة في الصيف وثماراً مجففاً قابلة للتخزين وغنية بالسكر على مدار العام، لقد عرفه الفينيقيون والفراعنة والإغريق كغذاء ودواء. يعتقد معظم الباحثون بأن الموطن الأصلي للتين هو جنوب شبه الجزيرة العربية ثم انتقل إلى بلدان آسيا الصغرى في الأناضول وتركيا وأفغانستان.
وقد نقل إلى أوروبا عن طريق الفينيقيين والإغريق ، وعندما جاءت الفتوحات العربية انتقل التين إلى معظم البلدان التي وصل إليها العرب، وانتقل إلى الشرق عن طريق سوريا ووصل إلى الهند في القرن الرابع عشر الميلادي وانتشر في الصين حوالي القرن السادس عشر ودلت الكثير من الآثار التي تعود إلى 2000 عام قبل الميلاد بأن زراعة التين كانت من الزراعات الرئيسية في بلدان آسيا الصغرى وكانت عمليات التجفيف والتصدير لثماره من التجارات الهامة في ذلك الوقت يزرع التين في الوقت الحاضر بكثرة في بلدان البحر الأبيض المتوسط وفي أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية وفي بلدان أواسط آسيا وتنتشر شمالاً حتى شواطئ البحر الأسود وبحر قزوين.
إن الإنتاج العالمي من ثمار التين يوازي مليون طن (جدول 1) 90% منها مصدره بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، تحتل تركيا المقدمة 27% من الإنتاج العالمي وأوروبا 15% ومصر 11% إضافة إلى بلدان المغرب العربي وسوريا وإيران، أما في القارة الأمريكية فإن الكمية العظمى تنتجها الولايات المتحدة والبرازيل.
تستخدم ثمار التين في كثير من الصناعات الغذائية، كالمربيات والحلويات وتحضير بعض أنواع القهوة وفي صناعة الكحول والعطور وكذلك يمكن استخدام أوراق التين الناضجة قبل سقوطها وفضلات التين الطازج أو المجفف كعلف للحيوانات، ولقد وجد بأن 100 رطل من التين المجفف تعادل 186 رطل من تبن القمح و110 رطل من تبن البرسيم و 97 رطل من النخالة و 85 رطل من الشعير و 89 رطل من القمح و 50 رطل من كسبة بذور القطن.
لقد أثبت الطب القديم والحديث فوائد التين الطبية في مجالات عديدة، فله تأثير قلوي هذا من شأنه إزالة حموضة الجسم التي تنشأ عن أمراض عديدة بالإضافة إلى وهن الجسم.
إن أغلب المواد الفعالة في التين ذات خواص مطهرة وملينة فهو يستخدم خارجياً لمعالجة الجروح والقروح النتنة بتضميدها بثمار المجففة والمغلية ، ويعالج التين الإمساك حتى المزمن أو المستعصي منه، أيضاً يفيد منقوع ثمار التي من علاج التهابات الجهاز التنفسي مثل التهاب القصبة الهوائية والحنجرة كما أن تناول كأس من هذا المنقوع قبل كل طعام يفيد في تخفيف السعال التشنجي الديكي الذي يصيب الأطفال. أما إذا استعمل المنقوع غرغرة فإنه يخفف الآلام الناجمة عن التهاب البلعوم وقد أثبتت الدراسات الحديثة بأن التين يمنع من تشكل الأورام السرطانية.
سبحان الله العظيم الحمد لله الذي سخر لنا من طيبات البر والبحر
شكرا ع الطرح المفيد
احبب فيبدو الكوخ قصرا نيرا ............. ابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
اهلا عبيرسعيدة لمرورك
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)