««صديقة الدرب»»
تعيش على جهاز التنفس الاصطناعي ولا إنذار على استعادة الوعي، بنسيج دماغي متهتك داخل عظام جمجمتها الصغيرة، ترقد نور ذات الأربع سنوات في مشفى الأطفال فاقدة وعيها، دون حركة أو صوت يعطي والديها علامة تدل على قرب عودتها إلى أحضانهم.
فبعد 26 يوم من حادث الدراجة الذي تعرضت له نور خانم، قرر الأطباء في 28 \11\ 2010 إجراء عمل جراحي لإصلاح ما تضرر والحفاظ على الجزء المتبقي من الدماغ وحمايته من التأذي، حيث نقلت نور من مشفى النور بدوما إلى مشفى الأطفال في دمشق بتاريخ 23\11 \2010 تمهيداً لتحضيرها للعمل الجراحي.
والد الطفلة نور حسين خانم مازال ينتظر استيقاظ ابنته الصغرى، متخذاً مقاعد المشفى مكاناً تشعره بالقرب من طفلته، بينما تتتالى اتصالات والدتها خلال النهار لسماع خبر جيد والاطمئنان أن وضع ابنتها لم يتراجع.
300 ألف ليرة بـ20 يوم
سيريانيوز زارت الطفلة نور في مشفى الأطفال بعد إجراء العمل الجراحي، وقابلت والدها حسين خانم الذي قال عن سبب نقلهم الطفلة إلى هذا المشفى، إنه "بالتشاور مع أهل الشخص الذي صدمها بالموتور ونتيجة النفقات الباهظة في المشفى الخاص، قررنا نقلها إلى مشفى الأطفال المجاني"، مضيفاً إنه "شعرت بأن أهل ذلك الشخص يعانون ضائقة بسبب المبالغ الكبيرة التي تكلفوها في تلك المشفى، فلم أتردد في قرار نقلها".
وتابع حسين إنه "لم أدفع شيئاً مقابل الإقامة في مشفى النور الخاص، حيث قام أهل سائق الموتور بدفع فاتورة المشفى كاملة وبلغت 240 ألف ليرة سورية، بينما كنت أدفع فقط تكاليف الدواء والتي وصلت إلى 50 ألف ليرة سورية، وبعد نقلها لمشفى الأطفال ما زلت أشتري لها يومياً أدوية بقيمة 3 آلاف ليرة سورية".
ومازلنا على أمل..
وأضاف والد الطفلة نور إنه "في يوم العملية، تواجد في المستشفى معظم أفراد العائلة، وكان الجو مليء بالقلق يشوبه الأمل بأن تستعيد نور وعيها، وبقينا منتظرين خمس ساعات خروج الطبيب من غرفة العمليات ليخبرنا بأن نور استيقظت والعملية نجحت، لكن لم يكن ما تأملناه، فقد نجحت العملية إلا أن نور لم تستيقظ، ومع ذلك لم نفقد الأمل ومازلت آتي كل يوم وأجلس قرب غرفة العناية أنتظر راجياً الله أن يعيد لنور وعيها وتعود لبيتها سالمة".
وأردف خانم إنه "يأتي ابني ليحل مكاني في انتظار أخته، وأذهب لعملي الذي بدلت وقته إلى الليل، ولم نتغيب عن المشفى يوماً واحداً، حتى أهل سائق الموتور ما زالوا يطمئنون عليها ويزورونها بعد أن نقلناها إلى مشفى الأطفال".
"كل ما أريده من الله تعالى أن يعيد لنور عافيتها"، هكذا أجاب والد نور عند سؤاله عن الشكوى التي قدمها ضد سائق الموتور، حيث قال إنه "رفعت الدعوى ضد مجهول ولم أتابعها ولا أعرف ماذا حل بها، كما أن أهل السائق لم يطلبوا مني إسقاط الشكوى المقدمة، ولكني لا أهتم لشيء وكل ما أتمناه هو أن تنتهي هذه المحنة وتتعافى نور بإذنه تعالى".
وأشار خانم إلى وضع ابنه النفسي السيء، وقال إن "شقيق نور الذي كان معها وقت الحادث يعاني من وضع نفسي صعب، ودراسته بدأت بالتراجع، وأرغب بمراجعة طبيب نفسي لمساعدته على التأقلم من جديد ونسيان ما حدث"، لافتاً إلى أن "ابنتا خالة نور لم تعودا للروضة منذ الحادث".
أذية كبيرة في الدماغ
التقت سيريانيوز الطبيب المعالج في مشفى الأطفال، الدكتور غسان مروة تحدث عن حالة نور "الصعبة"، قائلاً إنه "جاءت نور الى مشفى الأطفال الجامعي بوضع سيء جداً، حيث كانت موضوعة على جهاز تنفس اصطناعي لفترة طويلة في المشفى الخاص لإصابتها بأذية دماغية شديدة، وأوضحت الصور إصابتها بكسر انخسافي في الجمجمة وتمزق سحايا وخروج مادة دماغية إلى تحت الجلد في الناحية الجبهية مع وذمة دماغية شديدة، إضافة لوجود جرح في الجبهة، فضلاً عن خروج مادة دماغية متلينة عبر المفجر المجرى لها في المستشفى الخاص"، مشيراً إلى أن " الدماغ تعرض لأذية كبيرة أدى لحدوث تلين في جزء من خلاياه وتموت في أجزاء منه".
وحول تفاصيل العمل الجراحي، قال مروة إن " العمل الجراحي كان بهدف إصلاح الكسر الإنخسافي ورفع الأجزاء العظمية التي تضغط على الدماغ وإعادة الدماغ المنفتق إلى داخل السحايا ثم خياطة السحايا، ولاحظنا أثناء الجراحة أن الكسر كبير وممتد من العظمين الجبهيين إلى الصفيحة المصفوية ".
وتابع مروة إن "الطبيب السابق –في مشفى النور الخاص- كان شبه فاقد الأمل، حيث قرر تأجيل الجراحة بانتظار تحسن وضع الطفلة، إلا أنه وقبل إحضارها إلى مشفى الأطفال تقرر لها العمل الجراحي لإصلاح الكسر وخياطة السحايا وتركيب جهاز تحويلة دماغية برتوانية، لكن التحاليل المخبرية في مشفى الأطفال أظهرت وجود التهاب سحايا، ومع وجود التهاب سحايا لا يمكن تركيب الجهاز الداخلي، لذلك قررنا إصلاح الكسر و إغلاق السحايا و تركيب جهاز تفجير بطينات دماغية خارجي" .
مشاكل أخرى
وعن وضع الطفلة الحالي، بين الدكتور مروة إنه " ما زال الإنذار سيء، فالحادث صعب والأذية كبيرة، ولا تزال لغاية اليوم موضوعة على جهاز التنفس الاصطناعي، وتعاني من التهاب بالصدر إضافة لالتهاب سحايا بجرثومة معندة، وأحيانا نحاول فطامها عن جهاز التنفس الاصطناعي لكنها تتعب بسرعة".
تنتظرها حياة نباتية
وحول الآثار المحتملة جراء الحادث في حال استعادت الطفلة وعيها، أوضح الدكتور غسان إنه " هناك احتمال كبير أن تعيش المريضة حياة نباتية، فلا تستطيع النهوض من الفراش وتحتاج لمن يخدمها وهناك احتمال أن تعاني من مشاكل نفسية أو ضعف في أحد الأطراف أو مشاكل عصبية أخرى"، لافتاً إلى أنه " بسبب تأذي الفص الجبهي بالجهتين، هناك احتمال بوجود أذية في الإدراك والحالة النفسية".
ولغاية تاريخ كتابة هذه المادة وبعد مضي 19 يوم على العمل الجراحي، ما زالت الطفلة نور في غيبوبتها التي تحجبها عن الشعور بما يدور حولها، وتنثر هواجس الأمل والخوف في قلب والديها ومن يحبها.
يتبع
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
««صديقة الدرب»»
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
ياااااا لطيف ... الله يشفيها ... و يكون بعون أهلها يااارب
مشكورة ريماس ع الخبر المؤلم جدا
««صديقة الدرب»»
اهلين فيكي سناء وشكرا لكي على مرورك تحيتي لك
والله يشافيها يارب
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)