لندن ـ 'القدس العربي': قالت عائلة زوجة بن لادن اليمنية، امل السادة ان ابنتها شجاعة ووصفت زوجها اسامة بن لادن بالرجل المخلص، وهذه اول مرة تتكلم فيها عائلة السادة وتخرج عن صمتها. وقالت العائلة ان ابنتها وهي اصغر وخامسة زوجات زعيم القاعدة الذي قتل في افغانستان في الثاني من ايار (مايو) الحالي صممت على البقاء مع زوجها وكانت مصممة على الموت شهيدة. وتحدثت عائلة امل لوكالة انباء 'الاسوشيتد برس' من بيتهما في بلدة اب التي تبعد مئة ميل عن العاصمة اليمنية صنعاء. ووصفت عائلة السادة ابنتها بالجريئة والتي لا تحمل افكارا متطرفة وانها ربما تزوجت بن لادن لكون البعض في العالم الاسلامي يعتبره بطلا. وبحسب ابن عمها وليد هاشم عبدالفتاح السادة فقد كانت أمل تحلم دائما بان تدخل التاريخ. وقد رتب زواجها لابن لادن، احد مساعديه اليمنيين وهو رشاد محمد سعيد. وقال عمها هاشم انه اخبرها انه يعرف عن بن لادن انه رجل صالح ومن عائلة محترمة، وانه لم يكن يعرف انه كان قائدا لتنظيم عسكري وانه ملاحق من الامريكيين. ويتذكر هاشم قوله لامل 'الامل لك'، فـ'هذا مستقبلك'، وكان الجواب واضحا منها 'هذا هو قدري من الله وانا اقبله'، وبعد حفل في فندق من فنادق صنعاء سافرت امل الى دبي ومنها الى كراتشي ومنها الى كويتا حيث وصل من ينقلها الى افغانستان. وكانت اخبارها تصل اليهم عبر مراسيل، وعندما انجبت اول اولادها سافر عدد من افراد العائلة الى افغانستان وقضوا شهرا هناك، وعندما قرروا العودة قال اسامة لامل انه بامكانها البقاء في افغانستان او العودة مع اقاربها ان رغبت لكن الام الشابة اجابته 'اريد الشهادة وسأظل معك ما دمت حيا'، ويتذكر احد اقاربها انه 'معرض للموت في اي لحظة' اجابت امل انها 'اتخذت قرارها'. ويتذكر افراد عائلتها حديثها عن بن لادن بانه رجل 'نبيل' ويعاملها بشكل جيد. وقالت لوالها انه على الرغم من ان 'انني دائمة التنقل بين المغاور في افغانستان ، وعلى الرغم من ذلك فانا مرتاحة مع اسامة'.وقال عم امل ان بن لادن اشتكى من القادة العرب وانه تعرض لاكثر من محاولة اغتيال من المخابرات العربية والامريكية. وتحدث بن لادن لاصهاره ان مسجدا كان يلقي فيه خطبة قد ضرب بصاروخ كروز وانه جرح نتيجة لذلك. وتحتجز السلطات الباكستانية السادة وزوجتين اخريين لابن لادن وعددا اخر من الاطفال والنساء تم اعتقالهم بعد العملية الامريكية التي استهدفت مسكنا كان يقيم فيه بن لادن في بلدة ابوت اباد التي لا تبعد سوى 30 ميلا عن العاصمة اسلام اباد ولم يتم التأكد بعد فيما كانتا زوجتي بن لادن ام لا وان ثبت فهما سعوديتا الجنسية. وبحسب المصادر الباكستانية فقد تخلت القوات الخاصة عن اخلاء الناجين من الاطفال والنساء بعد تعطل احدى الطائرات عن العمل وتم تفجيرها قبل مغادرة المكان. وجرحت السادة اثناء العملية في رجلها. ويعتقد ان الاطفال الذين وجدوا في المسكن هم ابناء بن لادن واحفاده. وتبلغ السادة الان من العمر 29 عاما حيث تزوجت بن لادن في عام 1999 وهي في السابعة عشرة من عمرها.وذكرت تقارير يوم امس ان عملاء الاستخبارات الامريكية قاموا بمقابلة النساء بحضور باكستاني، وكان الامريكيون قد عبروا عن رغبتهم للتعرف على حياة بن لادن ومن كان يزوره وان كن يعرفن شيئا عن خططه. ويرى مسؤولون امنيون نقلت عنهم 'الغارديان' انه من المستبعد ان يكون بن لادن قد اطلع زوجاته او امل على عملياته فهذه ليست عادته. وقد يعرف الامريكيون منهن معلومات عن بقية العائلة ومكان وجودهم وعدد من هربوا الى اين ويعيشون تحت الاقامة الجبرية.كياني يرفض الضغوطوعلى صعيد تداعيات مقتل بن لادن والجدل الذي يدور بين الادارة الامريكية والحكومة الباكستانية حول معرفتها بوجود بن لادن طوال هذه السنوات، اقترح الرئيس الباكستاني السابق، برويز مشرف الذي يعيش في لندن امكانية قيام عناصر 'مارقة' من داخل المخابرات الباكستانية بتقديم العون لابن لادن. ونقل عنه قوله ان 'السياسة المتبعة تقضي بقيام الجيش والمخابرات 'اي اس اي' بمواجهة الارهاب والتطرف والقاعدة وطالبان وهذا لا يمنع من وجود عناصر مارقة'. ويحمل كلام مشرف الذي تحول الى معارض ويقود حزبا سياسيا وجود عناصر تعمل في الظل وتوفر الغطاء للمتطرفين. وتعود صلة المخابرات مع الجهاديين الى سنوات الحرب الاهلية، حيث تم دعم الجهاد الافغاني عبر الاستخبارات الباكستانية، وتكرس قوة عدد من الجنرالات بشكل صار من الصعب تطهير المخابرات من هؤلاء المتعاطفين مع الاسلاميين. وبحسب دبلوماسي امريكي فان عددهم كبير بشكل صار من الصعب على الحاكم العسكري (في حينه) مشرف السيطرة عليهم. واشار مسؤولون امريكيون الى دور جنرالات متقاعدين من مثل حميد غول، رئيس الاستخبارات السابق والعقيد سلطان امير طرلر المعروف بالعقيد الامام. ويرى محللون سياسيون انه في ظل انتشار نظريات المؤامرة فان تورط عناصر من الامن في اخفاء بن لادن يعني جعل ملاحقة بن لادن امرا ثانويا في الحرب على الارهاب. وحتى الان لم تظهر اية ادلة تشير الى معرفة مسبقة للسلطات الباكستانية لابن لادن على اراضيها.ويرى اكاديميون انه لا مصلحة للباكستان في اخفاء رجل اعلن الحرب عليها وعلى رئيسها مشرف عام 2007. ويقولون ان التكهنات ليست دليلا تثبت تورط الاستخبارات الباكستانية وبدون دليل فالامر يظل اقوال وتصريحات. وفي هذا السياق قال مسؤولون امريكيون ان قائد الجيش الباكستاني برويز اشفق كياني لم يستجب بعد للضغوط الامريكية كي يقوم بتطهير صفوف الجيش والاستخبارات من المتعاطفين من المتشددين الاسلاميين والتعاون في هذا الاتجاه مع الامريكيين. ونقل عن المسؤولين الذين تحدثوا مع كياني ان لا يريد قطع التحالف مع امريكا كليا ولكنه يريد تخفيض درجة الاعتماد على امريكا، ونقلت 'نيويورك تايمز' عن مسؤولين قولهم انه يريد تعاونا لدرجة لا يمكن فيها قطع الدعم الامريكي الذي يصل سنويا الى 1.3 مليار دولار. ووجد الامريكيون في الانجاز الذي حققوه بقتل بن لادن فرصة للضغط وبشكل اكبر على المسؤولين الباكستانيين لقطع العلاقة مع عناصر طالبان وقادة جماعة متشددة اخرى، ويضمون زعيم طالبان الملا محمد عمر، وسراج الدين حقاني وزعيم لاشكر طيبة. ومع ذلك يرى المسؤولون الذين تحادثوا معه ان الضغط على الجنرال لقطع العلاقة مع هذه الجماعات مطلب كبير قد لا يستجيب له في الوقت الحالي، خاصة انه يواجه حملة معادية لامريكا من كبار قادته بعد العملية التي اثرت على سمعة الجيش. كما ان هناك مخاوف من اثار قطع العلاقة مع هذه الجماعات بشكل يؤدي الى حرب أهلية. وبعد الاهانة الامريكية فان اي جهد لدفع الجنرال كي يتحرك ضد شبكة حقاني غير ممكنة. ولا تريد امريكا في الوقت نفسه قطع العلاقات مع الباكستان لعاملين هو البرنامج النووي، وخطط ادارة اوباما لتخفيض عدد القوات في افغانستان مما يعني ان هناك حاجة ماسة للجارة الباكستانية، فهناك فهم عام انه بدون دعم باكستاني فأمريكا لن تربح الحرب في افغانستان. ويشعر الجنرال بالغضب لان امريكا لم تثق به لدرجة اخباره عن خطط العملية.وقام كياني منذ العملية بزيارة ستة معسكرات والتقى بقادتها من اجل تبديد الشكوك واعادة الثقة بالجيش وهو وان اعترف بحصول فشل امني الا ان هذا لا يعني ان باكستان تتحمل المسؤولية.فراغ في القيادةولاحظ جنرالات متقاعدون ان القاعدة تعاني فراغا في القيادة وبنو فكرتهم على الدعوة التي وجهتهما اجنحة التنظيم الدعائية لكل مقاتليه كي يقوموا بالرد بدون انتظار من القيادة المركزية، ويبني المحللون فكرتهم هذه على ان عصب التنظيم وحتى في حياة بن لادن كان في تراجع، حيث ادى هذا التراجع الى ولادة فروع اخرى قوية باتت تنفذ عمليات القاعدة، من مثل تنظيم قاعدة شبه الجزيرة العربية. واضافوا ان مشكلة القيادة لم تحل بعد حيث برزت اسماء غير معروفة لقيادة التنظيم من مثل ابو يحيى الليبي وعطيه عبدالرحمن اضافة الى ايمن الظواهري الذي يقولون انه لا يلقى شعبية داخل القاعدة. وقال دانيال بيمان، الذي عمل سابقا في 'سي اي ايه' وكان عضوا في لجنة التحقيق في 9/11 ويعمل الان في جورج تاون ان 'عصب القاعدة قد تراجع'، كل هذا مع ان المحللين الذين يعملون على مواد بن لادن التي اخذت من مقره في ابوت اباد تشير الى انه كان مطلعا على مجريات التنظيم. ولم يتوصل بعد المسؤولون الى وجود اية ادلة عن خطط عملية لضرب امريكا. وبحسب المسؤولين فزعيم القاعدة اكتفى بتوجيه الخطوط العامة لنوابه ومساعديه كي يقوموا بالتنفيذ. ويعتقد الامريكيون ان قتل بن لادن ضربة قوية للتنظيم لانه الوحيد الذي كان يحظى باحترام واجماع بين قادة التنظيم، وبحسب مسؤول امريكي صرح لـ'نيويورك تايمز' فمن المستبعد ان يستمع اعضاء القاعدة لزعيم اخر بمثل ما كانوا يستمعون اليه. ومما يفاقم مشكلة القيادة ان خسارة الزعيم وتصعيد الغارات ستجعل من مهمة القائد الجديد صعبة لكي يكون على اتصال بالاتباع والتخطيط والاجتماع. ويعتقد مسؤولون عسكريون ان قيادة القاعدة قد تنتقل من باكستان الى اماكن اخرى ومن الاسماء المرشحة، ناصر الوحيشي زعيم قاعدة شبه الجزيرة العربية فيما تم التكهن باسم انور العولقي، الامام اليمني ـ الامريكي الذي تعتبره امريكا منظر الجهاد العالمي باللغة الانكليزية. وهناك اعتقاد اخر ان قيادات جديدة شابة بدأت تظهر داخل المركز في باكستان ويشيرون الى عطية عبدالرحمن والليبي الذي هرب من سجن باغرام عام 2005 وهناك اخر وهو الياس كشميري.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)