بداية اريد ان اعرف مصطلح الجاهليه الذي يعني الاميه والانحطاط الاخلاقي والسياسي والفوضويه الاجتماعيه والهمجيه والبدائيه الاجتماعيه وهذا يعني مجموعه من الخصائص اذا ما توفرت في شخص او مجتمع تحققت فيه الجاهليه .
ان العصر الجاهلي المعروف لدينا هو ما كان قبل الأسلام حيث عبد الناس هناك اصناما صنعوها بايديهم وكانت ترمز لديهم الكثير من المعايير الحياتيه قي تلك الفتره .
ان العرب في شبه الجزيره العربيه كانوا في البدايه على ملة ابراهيم عليه السلام وكانت الكعبه مقرا لدينه الحنيف, ومع مرور الزمن تناسى الناس هذا الدين حيث جاء عمر بن لحي الخزامي بهبل من بلاد الشام بحجة انه يلبي كل ما يطلبه الناس في تلك الفتره ووضعه في ساحة الكعبه المشرفه ومن ثم اتبعته القبائل العربيه حيث جاءت بتماثيل لاشخاص تخص قبائلها كان لها دورا في حياتهم الخاصه ووضعوها في ساحة الكعبه كما هوحال هبل مثل" اللات والعزه ومناة "وغيرهم من الاصنام التي مثلت كافة القبائل العربيه قي تلك الفتره الزمنيه.
لقد تحرر العرب مما يسمى بالعصر الجاهلي من عبادة الاصنام بعد فتح مكه و بعد ان هدمت على ايدي الرسول الكريم واتباعه لانها حجاره لاتضر ولا تنفع وكان ذلك بالنسبه لهم هدم فكري جاء لاعتباره هدما لعقائد وافكارا كانت سائده ومترسخه في المجتمعات المختلفه هناك وساد الاسلام الذي نهى عن عبادتها ودعى عبادة الواحد الاحد " الله جل جلاله"حيث لا يعبد سواه.
لكن ومع مرور اكثر من 1400سنه على ما كان.. نرى ان الانسان لم يكف عن عبادة الاصنام التي ليست مصنوعه من الحجاره كما كان الحال في الجاهليه الاولى فنراه قد عمل على صناعة الاصنام البشريه والتي تتمثل بالانظمه السلطويه العربيه السائده في ايامنا. والتي تسير باتجاه معاكس لشعوبها والتي اوجدت فيه الانحطاط الاجتماعي والثقافي والفوضى السياسيه الغيرممنهجه والتي وقفت امام طموحات الشباب حتى تبقى تدور في فلكها , وهذا جعلها ان تكون من الشعوب البدائيه . وللاسف الشديد نرى ان رجال الدين كذلك لا يعملون بما ينص به الشرع والدين بل يعملوا على ارضاء تلك الاصنام البشريه حفاظا على رزقها ومكانتها الاجتماعيه مع ان مجتمع الشباب لديه القدرات الكثيره للعطاء بحيث تكون من الشعوب المتقدمه لكن اصنامها لا تعطيها الامكانيات ولا يعلموا هؤلاء العباد ان الرزاق هو الله جل شانه, وما الفرق بين الامس واليوم سوى ان الشكل قد تغير فقط , حيث اصنام الامس كانت تصنع بالايدي واصنام اليوم تصنع بالافكار والعقول الضعيفه فاخذت هذه الاصنام تستعبد العباد وتمتلكها ليس عن رضا بل خوفا على الماده وحب الدنيا والخوف من السخط عليهم فتراهم يعملون على كل ما يرضي هذه الاصنام عن طريق الوسائط والمحسوبيات وما دون ذلك التي تضع الانسان بما لا يلائم مكانته الاجتماعيه مما يضر بالمصالح العامه وكل ذلك من اجل بقاء الاصنام تعبد .
والسؤال: الا تعلم هذه الاصنام ان كثيرا من الاصنام في الايام الغابره قد اندحرت كما اندحرت اصنام الحجاره في العصر الجاهلي المزعوم الا يعلموا ان التاريخ سيحاسبهم على ما اقترفوه بحق شعوبهم واوطانهم ؟؟
أرجو من ادارة المنتدى تثبيت الموضوع
والله ولي التوفيق
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيبٌ سوانـا
ونهجو ذاالزمان بغير ذنب
ولونطق الزمان لناهجانا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)