مناخ الجولان ومياهه
يتأثر مناخ الجولان بقربه من البحر المتوسط وعدم وجود عوائق تضريسية هامة تمنع وصول المؤثرات البحرية. لذا فإن مناخ الجولان رطب هضبي-جبلي، يشبه النماذج المتوسطية الساحلية من جهة، ويشبه النماذج الجبلية من جهة ثانية. ويعد الجولان جزءاً من المنطقة فوق المدارية ذات الحرارات الصيفية العالية والمعدلات السنوية العالية أو المتوسطية.
وأما الشتاء في الجولان فهو أبرد منه في معظم مناطق سوريا الأخرى على مدار السنة. وبشكل عام تزداد الحرارة في الجولان بالاتجاه من الغرب إلى الشرق، أو بالاتجاه من الجنوب المنخفض إلى الشمال العالي. ويجسد الجدول المرفق عن درجات الحرارة في القنيطرة وفيق هذا الموقع، لأن الأولى تمثل الجولان الشمالي والثانية الجولان الجنوبي:
المركز ـــــــــــــــوسطي حرارة كانون الثاني ــــــــ وسطي حرارة تموز ـــــــــ الوسطي السنوي
القنيطرةـــــــــــــــــــ6.7 ْــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 22 ْ ـــــــــــــــــــــــــــــ 14.7 ْ
فيق ـــــــــــــــــــــــــ10.4 ْــــــــــــــــــــــــــــــــــ25.6 ْــــــــــــــــــــــــــــ 18.8 ْ
وفي الوقت الذي يتشكل فيه الجليد ويسقط الثلج بمعدل متوسط بين 15 و21 يوماً في السنة في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية وفي منطقة أقدام جبل الشيخ، ترتفع درجات الحرارة، بمتوسطها السنوي وبمتوسط أبرد الأشهر، في الجولان الجنوبي والجنوبي الغربي، ولا سيما في سهل البطيحة ومنطقة الحمة بحماماتها الحارة التي اشتهرت بأنها مشتى يندر أن تنخفض حرارته السنوية عن 10 درجات مئوية.
والجولان من أجزاء سوريا المطيرة، ولكن أمطاره متفاوتة بتفاوت الارتفاعات. ويمكن القول أن جميع مناطق الجولان التي يزيد ارتفاعها عن 500-550 م فوق سطح البحر تتلقى من الأمطار السنوية أكثر من 500 مم، وتكتسي بثلوج تصل كثافتها إلى 35 سم.
ومعدلات الرطوبة مرتفعة في الجولان لسيادة الرياح الغربية والجنوبية الغربية، ولا سيما في الجولان الشمالي، إذ تبلغ الرطوبة النسبية في القنيطرة 50 بالمئة في الصيف و83 بالمئة في كانون الثاني (يناير). وأما في الجولان الجنوبي فتقل الرطوبة النسبية نتيجة تعرضه للرياح القادمة من الداخل، ومن جهة الشرق والجنوب الشرقي.
وعلى الرغم من كمية الأمطار السنوية العالية في الجولان، فليس فيه أنهار دائمة الجريان. والجريان السطحي السائد في الجولان مؤقت على شكل سيول تجري في الأودية الجافة لتغذي مياه أحد الأنهار الثلاثة الواقعة على أطرافه، وهي نهر الأردن وروافده، ونهر اليرموك، ووادي الرقاد. وقد تصبح بعض الأودية في مجاريها الدنيا دائمة الجريان بتغذية بعض الينابيع إياها. والنهر الفعلي في الجولان هو نهر بانياس في أقصى الشمال الغربي، ولكن واديه عميق، وهو قصير لا يجري في الأراضي السورية منه إلا نحو كيلومتر واحد. ومن المياه السطحية بحيرة مسعدة في الشمال، وعدد كبير من برك الماء المتخلف عن مياه الأمطار والثلوج التي يتبخر معظمها أيام الصيف.
والجولان غني بالمياه الجوفية التي لجأ السكان، للوصول إليها، إلى حفر الآبار، ولا سيما في الجهات الشرقية حيث تندر الينابيع. أما في الغرب والجنوب الغربي فقد سمح تعمق الأودية في الصخور بتفجير الينابيع على جوانب الأودية وفي بطونها، ولكن معظم مياهها يذهب آخر الأمر إلى شبكة نهر الأردن الأعلى أو إلى بحيرة طبريا، ولا تستفيد منه أرض الجولان إلا استفادة محدودة.
التعديل الأخير تم بواسطة SHARIEF FATTOUH ; 03-20-2010 الساعة 08:49 PM
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))
حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر
يداً بيد نبني سورية الغد
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)