حتى القلم صامَ عن الثرثرة وجفَّ حلقـُهُ في رمضان
لاأخبارَ رياضية تروي عطش الظمآن
ولالقمة ً كروية ً طيبة تملأ ُ معدة َ الجوعان ..
ملاعبٌ رياضية خاوية تنتظرُ صخباً جديداً وصافرة َ حكم ..
وحتى ذلك الحين ، ها نحن نحملُ جوعَنا وعطشَنا ونتنقـَّلُ
مابين السحور والفطور والسطور ، ولاشيء جديد
سوى المسلسلات الهاطلة على رؤوسِنا كالمطارق ..
ندخلُ لمطالعة أجوائنا الرياضية المتثائبة
والتي تفوحُ منها رائحة التمر هندي والسوس والمعسِّل ..
وعندما ينطلقُ مدفع الافطار ويفتحُ باب الحارة مساءاً
ويحينُ موعدُنا مع قبضاياتِها التي لاتقبل الزايحة
نسارع للدخول في كوما الدراما الطويلة العريضة
التي قد تنتشلـُنا مؤقـَّتاً من رسوبنا الرياضي المتكرِّر ..
فدفترعلاماتنا الرياضي باتَ لايُطـَمْئِن
ومحصِّلاتنا صارت بالأحمر الفاقع
والنتيجة النهائية .. راسب ..
..
ذراع الدراما السورية وفشختها الطويلة وصلتْ وبصمَتْ
وعَبَرَتْ الحدود وزرَعَتْ الورود ..لقد تمسكنتْ حتى تمكـَّنتْ..
وسحبتْ البساط وحتى البلاط من تحتِ أقدام أبو الهول المصري
أما رياضتنا فقد شحطتْ الحصيرة المتبقية من تحت أقدامِنا
وقلـَبَتنا على قفانا لنواجه بعيون ٍجاحظة سقفَ غرفتِنا المنخفض
والذي باتَ يقتربُ من صدورنا شيئاً فشيئاً ويكاد يُطبـِقُ عليها..
..
دراما – رياضة – دراما – رياضة – دراما – رياضة
لماذا لانأخذ ُ من وهج الدراما السورية وسناها
لنشعلَ مصابيحَنا الرياضية المطفأة ونبيعُ نواقيسَنا ونشعلُ فوانيسَنا
لماذا لايتحوَّل نجوم الدراما عندنا لقيادة دفـَّتِنا الرياضة
للإفادة من تجربتهم الناجحة في عالم الاحتراف
ويتفرَّغ رياضيونا الهواة للتمثيل في مسلسلات الغرام والفانتازيا
فيصبح عندنا مزيجٌ رياضيٌّ درامي عالي المزاج والفولتاج..
حيث نلمحُ نجمَنا أيمن زيدان ( الرجل الشجاع )
وسلوم حداد ( الزير سالم ) في قيادة اتحادنا الكروي
ونرى رجا رافع والجنيَّات وماهر السيد والآغا في بقعة ضوء
أو في تكسي أبو جانتي ..
ولابأس أن ينزلَ السيد فاروق سريَّة مكان نجدت أنزورأو هيثم حقي
المهم أن يتفاعل النجاح مع الاحباط لينتشلَ أحدهما الآخر
لتكون المحصِّلة - مقبول –
..
لاأحد مستيقظ سوى أنا والمسحراتي وبقايا من الوقت
يكفي للتزوُّد بالماء ..
حتى المسحراتي كان مشجِّعاً رياضياً قديماً
حلفَ بالطلاق أن يبقى مع طبلتِهِ ****ارقها وألايعود إلى الملاعب
وفضَّلَ أن يمضي وحيداً في شوارع الليل الخالية
على ايقاع طبلتهِ الرتيب ..
وقرَّر ألا يرجع إلا بيتِهِ إلا مع الشروق عندما الأمورُ تروق
وعندما تصبح الرياضة كالدراما مقصداً للجميع ومحلَّ تقديرهم
هو حلفَ لو حصل ذلك أنه سيستبدلُ طبلتهِ الصغيرة بطبل كبير
وزوجتهِ السمينة بإثنتين نحاف
وأنه سيدخلُ ويدخِلـُنا معه من باب الحارة النائمة
قبل أن يُوصَدَ في وجوهِنا ثانية ً
لنوقِظ َ أهلـَها على صُبح ٍ رياضيٍّ جديد
حتى نصبحَ فعلاً من أهل الراية الرياضية
وليس فقط قبضايات وشنبات على أشرطة المسلسلات
وعلى أوراق المخرجين المبدعين ..
وقتها فقط ستسكتُ الطبلة الصغيرة ويقرع طبلٌ كبير
ويعود أبو شهاب إلى حارتِهِ ويعود ذلك المسحراتي رياضياً عتيقاً
يلبسُ تي شيرت رياضي قديم
يتمايل على أنغام ِالأبواق النحاسية لروابط المشجِّعين العاشقة
وعلى وقـْع ِأقدام ِ رياضتِنا الواثقة ..
..
لاتؤاخذنا أبو جانتي لو غارَ منكَ الرياضيون
فمن يقود اللانسر بهذه المهارة ويَعبُرُ بها الحدود العربية
لابدَّ أن يحرِّكَ ساكناً وردَّة فعل ٍونخوة عند سائقينا الرياضيين
وسياراتهم المليئة بالبنزين الخالي من الرصاص
والذي لانتمناهُ خال ٍ من الاحساس .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)