خلفيات نشوئها وانتشارها :
لعلنا تطرقنا لشيء من هذا في المقدمة ، وقلنا أن التكاليف الباهظة ؛ وقلة الدخل هما السببان الرئيسان لنشوء تلك المقاهي . وتوجد أسباب أخرى كأن تكون هذه المقاهي مكاناً مناسباً للزائرين من خارج المدينة كالطلاب وأصحاب البعثات ونحوهم ممن لا يتنقلون ولا يمتلكون الأجهزة المحمولة . وأيضاً من مسوغات انتشارها الربح الناتج من تشغيلها وذلك يرجع إلى سعر الساعة الواحدة في المقهى الذي يتراوح بين ( 15 إلى 8 ) ريالات للساعة الواحدة .وهذا يعتبر باهظاً لو نظرنا للاشتراك بالمزود الشخصي عن طريق شركات البطاقات المدفوعة نجد أنها في الغالب تبلغ تكلفة الساعة ( ريالان ) أو أقل أحياناً.
* مكوناتها :
أي مكونات المقاهي والهئة التشكيلية لها ـ فنجد أنها تشترك في عنصر واحد أساسي وهي الذي قامت من أجله ؛ وهي :
1 – أجهزة الحاسب الآلي ، وملحقاتها التي تزودها بالإتصال بالشبكة العنكبوتية .
2- يشتمل بعضها إضافةً للأجهزة على ركن للمشروبات الساخنة والحارة ( وهو متعلق الإسم ) ، تختلف اسعارها من الأسعار التقليدية إلى الأسعار الباهظة بحسب فخامة المقهى .
3_ صالة ألعاب بالأخص لعبة ( البلياردو ) ؛ وقد يضاف إليها ( تنس الطاولة ) وهذا يتطلب مكاناً رحباً .
هذا باقتضاب مكونات المقاهي عموماً ، فتختلف توزيعها بينهم ؛ فمنهم من اقتصر على الإنترنت .، ومنهم من أضاف ركن المشروبات ، والبعض جمع بينهن كلهن 1.
* أصناف الطبقة المرتادة لها :
قبل أن نخوض في أصناف المرتادين ؛ يستحسن أن نعرج على سبب الإقبال على مقاهي الإنترنت .. وسنذكر هنا بإقتضاب أهم الأسباب المؤدية لزيادة الإقبال على هذه المقاهي _ غير ماذُكرَ سابفاً _ :
1- إهمال الآباء وضعف مراقبة الأسر لأبنائهم ففي إحصائية وُجد أن 55% من رواد المقاهي من الأبناء لا يعلم أهلوهم بوضعهم .*
2- الفراغ الممتد في يوم الشاب والفرار من الأعمال الجادة .
3- توفر السيولة المالية لدى كثير من الشباب .
4- لا يمكن أجراء رقابة صارمة أو محكمة على هذه الخدمة لأنها شبكة دولية تتجدد فيها المواقع خلال الدقيقة الواحدة .
5- الفضول والبحث عن الممنوع دون أي رقيب أو حسيب من البشر .
6- أن الكثيرين الذين يقومون بعمليات التخريب على الأجهزة الأخرى أنه بالإمكان التعرف عليهم فيما لو استعملوا أجهزتهم الشخصية ؛ فيلجئون إلى هذه المقاهي لتُقيد جرائمهم ضد مجهول .
7- تحفظ كثير من الأسر من إدخال الإنترنت في البيوت جعل عديداً من الشباب يبحثون عن المتعة من خلال هذه المقاهي .
أما أصناف المرتادين ( من جهة أعمارهم ) فسأضع بين يديك أخي القاري بعض الأرقام المخيفة والمهولة ؛ علّكَ أن تدرك شيئاً من أوجه الخطورة المتربصة بالشباب الناشيء ...
1- في استبانه وزعتها مجلة خليجية على عدد من مقاهي الإنترنت وجد أن 80% من مرتادي هذه المقاهي أعمارهم أقل من 30 سنة .1
2- تقول إحصائية أخرى أن 80% من رواد مقاهي الإنترنت في سن خطرة وحرجة جداً ..!!
* السلبيات الناشئة منها :
إن المشاهد لتلك المقاهي وروادها من الشباب لا يستطيع أن يتغافل عن المساويء التي أنتجتها تلك المقاهي وإن لم يكن أصحاب تلك المحال قاصدين ذلك ، ولكن عندما يكون روادُ تلك المقاهي من الناشئة والشباب الطموح نعلم مدى سلبيتها عن الكثيرين ( وليس الكل ) ، ولعلنا نبرز المساويء والسلبيات فيما يلي :
1- الحرية في استخدام الشبكة بالأمور المحرمة شرعاً ( كالمواقع الجنسية ) المترامية الأطراف وهناك إحصائية مهولة بعدد المواقع الجنسية على الشبكة ألعنكبوتيه ضحايا تلك المواقع ..1
2- استخدام الحاسب في التعدي على الغير ، وممارسة تخريب واختراق أجهزة المستخدمين بحيث يأمن أنه لن يخسر شيئاً لو تعرض جهازه الذي يعمل منه لأي اختراق .
3- ضياع الوقت الكبير مع توفير الجو المساعد للبقاء فيه ، كأن يتم إنقاص لسعر الساعة فيما مقابل استخدام ساعتين فأكثر مما يسيل لعاب المرتاد ، خاصة وإن علمنا أن غالب تلك الأجهزة بطيئة جداً ؛ يستغرق فتح الموقع فيها والتحميل وقتاً طويلاً نسبياً .
وإليك أيها القاريء هذه الإحصائيات في إهدار الأوقات الطائلة في تلك المقاهي :
_ في استبانة وزعت في( مقاهي الإنترنت ) في دولة خليجية وجد أن 68% من مرتادي هذه المقاهي يقضون أكثر من 3 ساعات يومياً على الإنترنت .
_ منهم من يزيد على 10 ساعات .
• ويذكر أن أحد الزبائن في مقهى الإنترنت يجلس 16 ساعة يومياً على الرغم أنه موظف يذهب للدوام الوظيفي للتوقيع وتوزيع الابتسامات فقط ، يقول صاحب المقهى : (( يجلس معنا في المقهى من الظهيرة إلى صباح اليوم التالي ؛ وفيم يضيع وقته .. يتابع ويشارك في المحادثة فقط )) 1
_ وقال صاحب مقهى انترنت ( من أغرب الأمور ولعلك لا تصدقها .. لدينا زبون لا يذهب إلى المنزل إلا ساعة واحدة فقط يومياً ويقضي يومه بالكامل أمام الإنترنت ويتراوح عمره بين 29 _ 30 سنة ، ويقضي معظم الوقت في المحادثة ) 1
* وجاءت نتيجة استبانة ( مجلة سعودية ) بعد زيارة لعدد من مقاهي الإنترنت لتؤكد خطورة هذه الشبكة على كثير من الشباب .. فمما ذكر فيها :
أ – 60% من رواد المقاهي يقضون أوقاتهم في مواقع المحادثة ((Chatting)) أو ما يسمى بغرفة ( الدردشة ) .
ب – 20% للمواقع الثقافية .
ج _ 12% للمواقع الطبية والحاسوبية والتجارية .
د _ 8% للمواقع السياسية .1
4- الجو الغير صحي الذي تعيش به المقاهي ، فرائحة السجائر أمرٌ مشاع في غالب المقاهي إن لم يكن كلّها ، مما يسبب بعض الأمراض الناتجة عن استنشاق الروائح المنبعثة من تلك السجائر المحرمة شرعاً ، وهذا مع وجود بعض الأحداث الذين يستمرئون استنشاق الدخان ومن ثمَّ شربه . وأيضاً وضع بعض المقاهي شاشات تعرض بعض القنوات الفضائية ناهيك عن الموسيقى الهادئة التي تعم أرجاء المكان .
5- اجتماع فئات قد لا تكون في الأعم الأغلب صالحة أو ممن يحسن الاجتماع بهم ؛ مما تنشيء لنا مع الزمن أصدقاء مقاهي لا يعلم حالهم .
* الإجابيات :
الإيجابيات والمنافع التي ترجى من تلك المقاهي قد تكون ضئيلة في ظل التكلفة الباهظة لها .
لكن مما جاءت به تلك المقاهي :
1_ تهيئة المكان والجهاز بأوضاع مناسبة غالباً ، مع الخدمة المتميزة بمتابعة المرتاد وتلبية طلباتها تقنياً وتعليمياً .
2_ تمكين الزائرين القادمين من خارج المدينة التصفح والإطلاع وتمضية أعمالهم عن طريق المقهى .
3_ اتصال المغتربين القادمين من بلدان شتّى بمحادثة أقاربهم وذويهم عن طريق بعض البرامج المساعدة لذلك ( كتابةً كانت أم صوتية )
4_ استخدم المقاهي كبديل لمن تعرض جهازة للعطل أو حيث يمضي فيه بعض الوقت لإنجاز أعماله ريثما ينتهي إصلاح جهازة الخاص .
هذا ما أسعفني به الخاطر في هذه العجالة ، وظاهرة المقاهي حرية بالتوقف عندها وإجراء الإحصائيات لقياس مدى تأثيرها على الشباب والنشء .. لكن المتابع لها والناظر لحالها يعلم أن ضررها أكثر من نفعها ، وشرها أظهر من خيرها إن وجد .
والله الموفق
* بعض الإحصائيات مستقاة من كتيب ( الشباب والإنترنت ) للشيخ عادل العبد العالي .. وفقه الله
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))
حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر
يداً بيد نبني سورية الغد
مشكور عيني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)