آخر المستفيدين من تحسن العلاقات بين تركيا وسوريا هو طائر "أبو منجل الأصلع الشمالي". في السنوات الأخيرة ، كان أنصار البيئة يراقبون بفزع الطيور المهددة بالانقراض، ومن بينها أبو منجل الأصلع الذي تراجع إلى 4 طيور فقط، وكان الانقراض يخيم بشبحه حتى شهر حزيران الماضي، عندما قررت تركيا المجاورة منح سوريا اثنين من الفراخ وأربعة من الطيور البالغة، وهو ما واجه تعقيدات وتأخيرا في التسليم، ما لبثا أن تلاشيا فور اتصال السيدة أسماء الأسد بزوجة رئيس الوزراء التركي أمينة أردوغان. "أعتقد أنها مثال على تحسن العلاقات على مستوى عال في مصلحة الحفاظ على التنوع الحيوي" حسب كريس بودين رئيس المجموعة الاستشارية الدولية لطائر أبو منجل الأصلع الشمالي، الذي أضاف: إنه شيء إيجابي للغاية.
الطيور التي لفتت الأنظار بغرابة مظهرها ، مع منقار أحمر منحني، ورأس أصلع، قال عنها بودين إنها كانت شائعة لمرة واحدة عبر شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من أوروبا ، وكانت منذ قرون مبجلة عند الفراعنة واحد رموز لغتهم الهيروغليفية.ولكن عوامل الصيد وغيرها جعلت أبا منجل الأصلع مهددا، حيث يقول بودين إن هناك حوالي 450 طائرا في المغرب ونحو 100 في تركيا، علما أن جميع الطيور التركية تقريبا وضعت ضمن محميات لزيادة أعدادها وضمان تكاثرها.
أعيد اكتشاف أبي منجل في سوريا في عام 2002 ، وكانت أعداد منه مخبأة ضمن الجروف الصخرية خارج مدينة تدمر القديمة وسط البلاد. لكن أعداد الطيور السورية انخفضت من سبعة حتى أربعة، بسبب هجرة الطيور الاعتيادية في تموز من كل عام نحو مرتفعات أثيوبيا.
هجرة الطيور البالغة تأخذها في رحلة عبر الأردن والسعودية واليمن ومن ثم فوق البحر الأحمر إلى إثيوبيا ، بينما يعتقد أن الطيور صغيرة السن تتوقف في رحلتها عند السعودية أو اليمن.
في السنوات الأخيرة ، صعقت ثلاثة طيور من أي منجل التركي في الأردن ، وقتل طائر سوري على يد الصيادين في السعودية، بينما قضى آخر من الإرهاق في السعودية أيضا.
"بصراحة، أنا لست متفائلا جدا".. يتحدث شريف جبور من آفاق محمية الطيور السورية.
"نحن نتكلم عن مستعمرة صغيرة للطيور يهاجر أفرادها أكثر من 2000 كيلومتر.. إنهم يواجهون تهديدات كبيرة خلال الهجرة من الصيد والصعق بالكهرباء، وإذا ذكرا واحدا ، يمكن أن يكون في ذلك نهاية مستعمرة الطيور.لكن جبور يؤكد أن التبرع التركي الأخير أعطاه الأمل في إمكانية نمو أعداد أبي منجل إلى سبعة أو ثمانية. وقد انضم الطائرين حديثي السن إلى موجة هجرة هذا العام، بينما استبقيت الطيور الأربعة البالغة البالغين لتعزيز فرص التكاثر.
"هذه واحدة من أفضل دراسات الحفاظ على التنوع الحيوي، لأنها تدور حوةل الأنواع المهددة بالانقراض بشكل خطير" يقول يسار دوستبيل، مدير حماية الطبيعة والحدائق الوطنية في تركيا. مضيفا: "نحن سعداء جدا بأن نكون جزءا من ذلك".
قبل عملية النقل تم الاحتفاظ بستة طيور في أقفاص كمجموعة، وأعطيت مساحة أكبر للطيران من الطيور الأخرى، حتى تتمكن من التأقلم مع الظروف البرية.
وقد كان لدى المعنيين شك فيما إذا كانت ستنضم الفراخ الصغيرة ستنضم إلى الطيور السورية. ولكن بمجرد وصولهم إلى تدمر عن طريق الشاحنات، اقتربت الطيور البرية من القفص وسارت الأمور بشكل جيد" .
"إنه مثير للدهشة ، الفراخ التركية انضمت إلى الطيور السورية وهاجرت معها" يقول جبور، موضحا: لم يسبق لهذه الطيور أن هاجرت من قبل.. لقد فقدت غريزة الهجرة.. إنه حقا انتصار في الحفاظ عليها".
الآن، يقوم فريق من الحكومة السورية و علماء الطبيعة السعوديين بتتبع الطيور، بعد أن تم تثبيت أجهزة إرسال فضائية على الفراخ التركية. والهدف هو التوصل إلى فهم أفضل للطريق التي يسلكون، ولنظامهم الغذائي، والتهديدات التي يواجهونها.
وبالفعل وصلت هذه الطيور التي انطلقت قبل نحو أسبوعين إلى جنوب غرب وقد وضعت مجموعة RSPB البريطانية موقعا على شبكة الإنترنت يتيح للزوار متابعة مسار هذه الطيور .
أخبار من العالم بنكهة سورية
مشكوووور ع الخبر
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)