حاولت أن أبحث عن عبارات قوية أشكر فيها مخترع تقنية الانترنت لكنني لم أوفق، فشكري له يفوق أي شكر، فبالإضافة إلى الكَمّ الهائل من المتعة والفائدة والتسلية، فإنه قد قدم لي أنا شخصياً خدمة لم أكن أحلم بها...
ولأن طبائع البشر مختلفة، ولأن طبيعتي الشريرة تعرضني إلى مواقف صعبة من الأقارب والمحيطين بي ولا أقول من الأصدقاء حيث لا يوجد عندي أصدقاء، عندي فقط ثلة من الأشرار مثلي يطلقون علينا اصطلاحاً رفاق السوء، أقول بأن طبيعتي تلك والتي تخرج عن السيطرة في كثير من الأحيان جعلت الجميع يكرهونني، فأصبح الشر الذي في داخلي يتصارع مع الحقد الذي أحمله ويتنافسان لإرضاء هوايَ فمتعتي هي بكمية الأذى الذي أستطيع أن ألحقه بمن حولي ورؤيتي لهم وهم يألمون له.
ولأن الناس الذين أتمكن من إلحاق الأذى بهم على درجات من القوة لرد هذا الأذى فكنت أتضايق عندما يبثون إلي مشاعر الكراهية والبغضاء....وبدأت أبحث عن الحل.
وأخيراً جاء الفرج، صار عندي كومبيوتر، وصرت أجيد استعمال الانترنت، فلاحظت أنني أستطيع أن أكون ضميراً مستتراً فأختار اسماً مستعاراً وأكتب ما يحلو لي، فاخترت عدة أسماء مستعارة وبدأت أتنقل في المنتديات والمواقع وأكتب كل ما يزعج الناس، وبعد فترة تخصصت بالأناس الذين يكتبون بشكل جيد ويقدمون الخير من خلال كتاباتهم، فصرت أبحث عن ثغرات في كتاباتهم وعن أخطائهم الإملائية والنحوية، وهكذا حصلت على سعادة افتراضية عندما رحت أتصور خيبة أملهم وهم يقرؤون تعليقاتي، وكانت جل سعادتي عندما أرى أنني استطعت أن أشحن قوى أمثالي فيهاجون الكاتب ويحاولون إفراغ كتابته من محتواها.
وعندما تحولت بشكل افتراضي إلى أنثى، تضاعفت سعادتي، فصرت أشاغل الشباب وأهدر أوقاتهم وأضحك من قلبي على سذاجتهم وتعلقهم بعبارات الحب والغزل التي كنت أسرقها وأنفثها مع سمومي من ابتسامات وقبلات الماسنجر.
لكنني لا أخفيكم أنني كنت أحسد والغيظ يملأ قلبي أولئك الذين لا يأبهون لحملاتي الشريرة ضدهم، فأردت أن أجرب أن أكون مثلهم، فاخترت بعض المواضيع الراقية الهادفة وبدأت أنشرها باسمي الحقيقي، وصرت أجادل وأناقش بكل أدب واحترام، وأنتقد وأرد على من ينتقدني بأعلى مستويات اللباقة. وهنا أصبت بخيبة أمل إذ وجدت نفسي أنني لا أطيق حملات الشر التي توجه إلى من قبل أناس مثلي والذين هم كانوا يوماً ما من أعواني وتلاميذي....فانسحبت من تلك التجربة وعدت إلى طبيعتي
أحببت هنا أن أقدم الشكر الكبير إلى مخترعي الانترنت والعاملين عليها الذين فسحوا لي الفرصة بأن أعبر عن تلك الأحقاد الدفينة التي لازلت أنمـّيها في صدري دون أن يعرفني الناس، فأنا أكتب بأسماء مستعارة، وأنا أعيش الآن في هذا العالم الافتراضي في أعلى درجات السعادة.
أخبار من العالم بنكهة سورية
مشكور وعليكم الحذر من الأنترنت..
يوجد فوائد 70 % للأنترنت كذلك يوجد أضرار 30% ..
تحياتي
لتوصل معي على الفيس بوك بإمكان اضافتي على الحساب التالي :
https://www.facebook.com/Microsoft.Engineer
نصائح واستشارات امنية في مجال امن المعلومات والإتصالات
كبار استشاري امن المعلومات في شركة مايكروسوفت
صديقي شكرا للمشاركة لكن مكانها ليس هنا ستجدها في منتدى الثقافة والادب
تقبل ملاحظتي وشكرا لك ويرجى التقيد
سوريا ياحبيبتي
مشكور اخي
دمت بخير
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)