مقدمة :
اكتشف الإنسان مبكراً سر عجزه أمام ظاهرة الموت , وبقاء ماحوله من كواكب ونجوم وجبال وأنهار ورياح .... وظواهر طبيعية أخرى أقوى منه بسبب بقائها وحسب . فَنَسبَ اليها الحياة فهي تحس وتنفعل وتتعاطف أو تتنافر مع الإنسان وهذا المبدأ يعرف باسم حيوية الطبيعة "Animism"
أمثلة :
أسطورة إيزيس وأوزيريس عند المصريون القدماء ,يفسرون بها فيضان النيل .وأسطورة خلق العالم على يد سلسلة من الآلهه التي تبدأ من زيوس ,عند اليونانيين , تقوم على هذا المبدأ نفسه . إذ يكون لكل جزء من الطبيعة إله خاص به , ويسلك هذا الإله سلوكاً مشابهاً لسلوك البشر ,
خرافة بابلية تقول : أن الرياح التي تهب عليهم موسمياً من الجنوب الغربي محملة بالأتربة والغبار "رياح خماسينية تأتي من الجزيرة العربية " ترجع إلى جني أو شيطان ,يتقمص تلك الروح الشريرة التي تؤذي العيون ,وصوروه على هيئة نسر يحمل رأس كلب ومخالب أسد . ولكي يبعدوا شروره عنهم , يضعون تماثيل منفرة أمام منازلهم , فيراها ويتحاشى دخول تلك الدور على حد ظنهم . والغريب أن الساحر الكاهن كان يعالج تلك العين الملتهبة ببصلة مشقوقة مغموسة بالجعة , ويشربها للمريض . فالروح الشريرة تنفر من رائحة البصل بالجعة فتخرج من الدموع المنهمرة من العين بغزارة .والثابت علمياً أن الدموع تحوي على خميرة اليزوزيم التي تذيب بعض جدر البكتيريا وتدمرها , ومن هنا قد تختفي تلك الإلتهابات وهذا التعليل كان بخلدهم هو قوى خفية , وأشباح , وجن , وغيلان .
استمتاع النباتات بالموسيقى خرافة وتضليل : ولم يثبت العلم أن للنبات عواطف وحنين , بل هي خرافات تلتصق بالدين والعلم معاً , وتصبح عامل تلوث لهذا وذاك , ولو كانت كذلك تستمتع بالموسيقى , ويعتدل مزاجها , فيزيد تبعا لذلك إنتاجها بمعدل 10 أو 15 أو 25% على حسب ماتشير تلك الأفكار الساذجة , فلماذا إذن لانطبق هذا الإكتشاف ببساتيننا ومزارعنا , فنذيع على النباتات برامج موسيقية مما تهواها ,لتجود علينا بزيادة محاصيلنا , خاصة أننا نعيش في عالم يسكنه مئات الملايين من الجياع ؟!
فكرة :
ومدى الإختلاف بين هذه النظرة الإسطورية للعالم, وبين النظرة العلمية الحديثة , يبدوا واضحاً كون الأسطورة تفسر غير الحي عن طريق الحي ,والِعلم يسعى "من خلال عمليات فيزيائية وكيميائية " إلى تفسير الحي عن طريق غير الحي . فالأهداف متناقضة .
أمثلة :
الأطباق الطائرة : في يوم 3 مارس من عام 1968 أطلق الإتحاد السوفيتي زوند الرابع"قمر صناعي " من أجل اكتشاف الكون الخارجي . لكن الصواريخ الحاملة له لم تشتغل بالوقت المحدد في فترة مابعد اطلاقه من الأرض , وبسبب هذا الخلل الفني , دخل القمر جاذبية الأرض مرة أخرى واندفع خلال الغلاف الجوي الهوائي بسرعة فائقة ونتج عن ذلك احتكاك جبار مع جزيئات الهواء , فأدى ذلك إلى إرتفاع هائل في درجة حرارته الى الحدود التي تسبب توهجه , ثم ماتبع ذلك من إنطلاق شرر كثيف يشبه النار الموقدة التي تتلون بألوان عدة , فأدى إلى إنفصال القمر إلى أجزاء متعددة ,َسبَحَتْ في الفضاء الواحدة بجوار الأخرى , فهُيَء للناس في تسعة ولايات أمريكية , أن تلك الأجزاء المتوهجة ليست إلا نوافذ مضاءة في سيجار أو طبق طائر .
خرافة الأطباق الطائرة قال عنها الدكتور دونالد مينزل استاذ الفلك والفيزياء الكونية بجامعة هارفرد " إنها اسطورة من الأساطير الحديثة , التي توافق العصر الذي نعيش فيه "
خدعة الإنعكاس الحراري : عبر عنها القرأن الكريم " بالسراب "
" كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء , حتى إذا جاءه لم يجده شيئا " صدق الله العظيم
وقد يكون السراب هوائي , فتظهر أشكال كقلاع أو سفينة أو شجرة معلقة بالهواء تحت ظروف جوية خاصة , وظاهرة الهواء المتأين ( البلازما ) والشمس الكاذبة , والقمر الكاذب , والإنعكاسات الضوئية في الشابورة والضباب , وما ينتج عنها من هالات وأشباح " وهي ليست في الواقع أشباحا كالتي وقرت في عقول العامة
وعندما ****همها الناس يرجعونها إلى أسباب غير منطقية ولا معقولة .
التنويم المغناطيسي : وليس للمغناطيسية دور من قريب أو بعيد , لكن الدجالين والمشعوذين استخدموه وسيلة لقراءة الغيب , وشفاء الأمراض , والكشف عن المسروقات الى آخر هذه الإدعاءات التي لاتجوز إلا على أصحاب العقول الضعيفة .
والنتويم هو نوع من الإيحاء والسيطرة على الوعي الإنساني , تحت ظروف خاصة .
مثلث برمودا المفترى عليه : ويقع الى الشرق من الولايات المتحدة "في المحيط الأطلسي ,وتمتد زواياه بالتقريب بين جزيرة برمودا شمالاً ,وبورتوريكو جنوبا ,وفلوريدا غربا ,ويدخل في مجاله بعض جزر الباهامس .
تقول الإحصائيات الدقيقة : أن عدد الحوادث التي تتم في قطاعات مختلفة من هذا العالم أكثر بكثير بالقياس مع ماحدث في ذلك المكان .
مؤسسة لويدز للمعلومات بلندن ,وكذلك تقارير إدارة السواحل الأمريكية – وهي جهات موثوق بها وبعلوماتها واحصائياتها – تشير إلى أن مافقد في مثلث برمودا في عام 1975 كان أربع سفن لاغير من مجموع مافقد حول السواحل الامريكية جميعها وعددها 21 سفينة أي أن نصيب مثلث برمودا من هذه الحوادث أقل من 20% وفي عام 1976 فقد 6 سفن فقط في المثلث . وحول السواحل الامريكية فقد 28 سفينة .
أما المعلومات المضللة والخادعة التي تنشرها الكتب غير الجادة ,والتي تستقي معلوماتها من خيال وخزعبلات ... تنفع فقط جيوب مؤلفيها , وتظهر عدم دقة هؤلاء المؤلفين – بتقديم معلومات مختلقة كلياً – ذكر عبارات مثيرة مضللة .. وهذا ماأظهرته التحقيقات الجادة التي تثار عادة بعد نشر هذه المعلومات الغريبة . ويكفي أن نقول أن العشر سنوات الماضية لم تسجل أية حادثة إختفاء أو سقوط أو تدمير أي طائرة أو سفينة وقد عبرت مياهه أكثر من 150 الف سفينة من كل الأنواع والاحجام .
وهو من أكثر المناطق في العالم حركة و إزدحاما .
خرافة اسمها قارة أطلانطس الغارقة ... مخلوقات بقوى اسطورية جاهلة وهمجية ومتوحشة وراء تلك الأساطير .... فكيف يسيطر ذلك الهمجي على هذا الكون العظيم ويغزوه ؟!!! إذ لابد وأن يكون متسلحا بعلم وتكنولوجيا أعظم وأرقى وأدق من علم وتكنولوجيا أهل الأرض أجمعين , وهذا بلا شك تناقض بغيض يقع فيه مؤلفوا هذه الكتب الدارجة التي تسوق الخرافة بغية الكسب .
الفقير الهندي وألحانه من المزمار : تهتز رؤوس الأفاعي والحيات ,لليمين واليسار مع حركة مزمار ذلك الهندي يمنة ويسرة أو حركة رأسه بشكل مرتبط تماماً . فالحيات والثعابين ليس لها آذان فهي صماء علمياً . والعرب كانوا يعرفون ذلك فقد قال أحدهم :
قد كاد يقتلني أصم مرقش............. من حبكم والخطب غير كبير
والأصم المرقش مقصود به الثعبان المخطط أو المنقط
ويمكنك ان تكتشف سر الخدعة بتغطية عيون أية أفعى كوبرا أو غيرها وتعزف ماتريد فلن تتمايل وتطرب مهما طال الزمان .
القوى الخفية التي تنطلق من المعالجين الروحيين , لتسري في أجساد المرضى وتمنحهم الشفاء في دقائق معدودات . هي دعوى لطمس العقول وأغلاق المستشفيات , ونبذ العلم , وغلق أبواب البحوث ومنها أيضاً الهالات النورانية التي تحيط بالجسد أو أي شيء .والتي تظهر بالتصوير الكيرلياني , وأن هذه القوى التي يمتلكها بعض البشر قادرة على تعطيل قوانين الكون , وتخرق شرائع الحياة ,وتتلاعب بالقوانين الصامدة التي لايأتيها الباطل أبد. نقول خسؤوا " ولن تجد لسنة الله تحويلا " صدق الله العظيم .
الزار .... جن له طقوس : الفكرة إرتباط المرض بالأرواح أو الجن .
هي طقوس غريبة تنتشر في كثير من البلاد العربية وتعرف باسم الزار وقد انتقلت هذه الظاهرة على حد تعريف دائرة المعارف الإسلامية من أواسط أفريقيا إلى الحبشة , وهي كلمة مستعارة من الأمهرية , وتفيد أن الزار جن يتسلل إلى بعض الأجساد البشرية , ويطلق على الزار أسماء تختلف باختلاف لهجات البلاد , فيعرف باسم "بوري " في نيجيريا وطرابلس و" أموك " في الملايو , والزار في مصرو الحبشة والحجاز وعمان .وترجح الموسوعة أن الكلمة الزار مشتقة من إسم الإله الأعظم عند الكوشيين الوثنيين , ولقد غدا الإله الوثني القديم في الحبشة عفريتا حقودا ً " وهو يعيش بصفة خاصة في الجداول والأنهار " كما يعتقد مسلمون ومسيحيون الحبشة " .ومن الممكن طرده من الأجسام التي يحل بها بإستخدام التمائم والشعائر والطقوس الشائعة عندهم