أعلى أجور النجوم : تيم حسن وبسام كوسا وأيمن زيدان
سألت أحد نجوم الدراما السورية عن رأيه بالأجور التي يتقاضاها هو وزملاؤه وخاصة أنها بدأت تحلق لتصل إلى ملايين الليرات فقال ما زال الفنانون السوريون (دراويش) في هذا الجانب فابتسمت وقلت له إذا كنتم «دراويش» فما نقول نحن الصحفيين فضحك وقال: أنتم مساكين، وبين الدروشة والمسكنة ثمة كلام كثير بالإمكان قوله.
غير خاف على الإطلاق أن أجور الفنانين والفنيين العاملين في حقل الدراما السورية قد شهدت تطورات دراماتيكية في العامين الأخيرين حيث رفع أغلب النجوم سقف أجورهم في حالة غير مسبوقة ومرشحة للتفاعل في الأعوام القادمة وكأني بهؤلاء يحاولون «الثأر» من أيام كانوا يتقاضون فيها أجوراً لا تليق أبداً بالمستوى الذي يقدمونه ولا تتناسب مع حجم التعب والاجتهاد الذي بذلوه ربما لرفع راية الدراما السورية وربما لاثبات الذات وربما لغايات أخرى وقد بدأنا مؤخراً نسمع ونقرأ أن هناك من يحذر من (تغوّل) بعض النجوم وخاصة لجهة الأجر الأمر الذي قد يؤثر على الصناعة الدرامية السورية التي لا تتحمل هزات كهذه وخاصة أن أساسها ما زال هشاً، ويرون أن سياسة الـ«خطوة خطوة» في مسألة الأجور هي الأنسب لأن رفع السقوف بهذا الشكل قد يؤدي بها للسقوط على رؤوس أصحابها ويقود الدراما السورية إلى «حافة الهاوية» ويؤكد معظم المنتجين السوريين أن ارتفاع أجور الفنانين السوريين لم يقابله ارتفاع في المبالغ التي تدفعها المحطات العربية لقاء عرض الأعمال السورية على شاشاتها وقد اضطر أغلب المنتجين إلى «حيلة» إرضاء النجم على حساب الممثلين الآخرين بحيث يتم اقتطاع جزء من أجور ممثلي الصف الثاني والثالث لتضاف إلا أجور ممثلي الصف الأول، معتمدين على أن المحطات العربية تسأل عن النجوم المشاركين في العمل قبل أن تسأل عن المضمون، والهدف والقيمة والرسالة وهذه إحدى الدواهي التي ابتليت بها الدراما العربية على وجه العموم وقد شعر النجوم بذلك وأحسوا وعرفوا أن المنتج يسوّق عمله بناء على وجودهم فقرروا الحصول على «إذن» الجمل الثانية بعد أن كانوا يكتفون بأذن واحدة.
لقد مرّ الفنان السوري برحلة صبر وتعب طويلة حتى استطاع رفع مستواه المادي والمعنوي وهو بلا شك يستحق أن نرفع له القبعة لأنه استطاع الحصول على حقه السليب ولكن لكل شيء وجهان سلبي وايجابي. عندما كان الفنان السوري يحصل على أجور غير مقنعة كان يقدم فناً مقنعاً وصادقاً لقد كان الفنان على المستوى الشخصي ليس بخير ولكن الدراما السورية كفكرة وحالة كانت بخير ويخشى مراقبون ومتابعون أن تنعكس الحالة بحيث تكون الأجور مقنعة ولكن مستوى ما يُقدم ليس كذلك، ولا أدري لماذا تبقى أجور الفنانين السوريين الحقيقية سراً عسكرياً لا يمكن لأحد أن يعرفه وخاصة الإعلاميين السوريين في حين أن أجور الفنانين في مصر والعالم كله معروفة ربما لأن الفنان السوري يخشى الحسد (اللهم لا حسد) ولكن مصادر موثوقة كشفت أن الفنان الموهوب تيم حسن على سبيل المثال والنجم بسام كوسا وأيمن زيدان وغسان مسعود وسلوم حداد وعباس النوري وجمال سليمان هم الأعلى أجراً ولا أدري إن كنت أكشف (سراً) إذا قلت إن أجر الفنان بسام كوسا وصل إلى 8 ملايين في موسم 2010 عن العمل الواحد وكذا الحال بالنسبة للأسماء المذكورة ويأتي النجوم الشباب أمثال باسم ياخور وقصي خولي وباسل خياط في المرتبة الثانية وبأجور توقفت عند 5 ملايين ليرة عن العمل الواحد وقد تتفاوت الأجور تبعاً لعدد المشاهد وفترة التصوير واللافت أن أجور الفنانات لم ترتفع بنفس المستوى وتبقى النجمة سلاف فواخرجي هي الأعلى أجراً في سورية وتليها الفنانة أمل عرفة ولكن مقارنة بسيطة بين أجور الفنانين ونظرائهم في الدراما المصرية نجد الفرق شاسعاً فأجر بعض الفنانين المصريين ومنهم يحيى الفخراني ويسرا ونور الشريف وصل إلى مليون دولار عن العمل الواحد في التلفزيون وهناك نجوم مصريون شباب يتقاضون أجوراً عالية في السينما أمثال الفنان محمد سعد الذي يتقاضى نفس المبلغ عن الفيلم الواحد ربما هذا الأمر يقف وراء اكتفاء الفنان المصري بالمشاركة في عمل واحد أو عملين في العام الواحد في الوقت الذي لا يرحم الفنان السوري نفسه فهو بحالة عمل طوال العام وذهنه مشتت بين عدة أعمال في الوقت ذاته وهذا الأمر انعكس على الأداء الذي تراجع في الآونة الأخيرة وتحول أداء الكثير من الفنانين السوريين من أداء عفوي مدروس وعميق إلى تمثيل لا روح فيه ولا صدق.
وإذا ما انتقلنا إلى طبقة المخرجين السوريين نجد أن نجدة أنزور وحاتم علي وباسل الخطيب وشوقي الماجري في رأس القائمة من حيث الأجر حيث يصل أجرهم إلى 200 ألف ليرة عن الحلقة الواحدة وربما أكثر بقليل ثم يأتي الصف الثاني من المخرجين وأجورهم تتراوح بين 4-5 ملايين ليرة عن العمل الواحد وهناك صف ثالث لا تتجاوز أجورهم 2 مليون ليرة عن العمل الواحد وينتمي كتاب الدراما السورية إلى صف «المسكنة» فهم ما زالوا الحلقة الأضعف في الدراما السورية من حيث التأثير والحضور والأجور وربما يبقى الكاتب هاني السعدي هو الأعلى أجراً حتى الآن وهناك كتاب يتقاضون ما بين 3 و4 ملايين عن النص بحال جودته العالية أما الكتاب الشباب فأجورهم ما بين مليون ونصف المليون و2 مليون عن النص، ويتقاضى بعض مديري التصوير في الدراما السورية مبلغ عشرة آلاف ليرة عن اليوم الواحد، بينما يتقاضى مديرو الانتاج أجوراً لا تتجاوز المليون ليرة سورية.
وبين ما يقوله المنتجون عن الآثار الكارثية لارتفاع الأجور وبين ما يردده الفنانون عن حقهم بأجر يتناسب مع الجهد الذي يبذلونه يخشى مراقبون أن تتحول الدراما السورية إلى مجرد صناعة خالية من الفن أي أن تتحول إلى آلة تنتج عشرات المسلسلات التي تفوح منها رائحة المال وليس غير المال وهو مفسدة وأي مفسدة.
لا نريد أن يكون الفنان السوري مديونا ويعاني حالة عوز ولكن لا نريد أن تستنزف الأجور ميزانيات الأعمال وهنا لابد أن يظهر منتجو (السفرة دايمة).
سألت أحد الأصدقاء ذات يوم هل ما زال الإبداع يولد من رحم الألم، ابتسم وقال: الإبداع يولد من رحم (المصاري) لقد ولى ذاك الزمان يا صديقي المسكين
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)