الحمد لله
الذهب في حقيقته أصفر اللون ، كما أنه يوصف بالحمرة أيضا بسبب ما يخالطه
من النحاس غالبا ، هذا هو المعروف عند الناس، وفي كتب اللغة والمعادن
وغيرها .
جاء في المعجم الوسيط : الذهب عنصر فلزي أصفر اللون .
وقال الأستاذ محمد حسين جودي في كتابه "علوم الذهب وصياغة المجوهرات":
"ومن المعروف أن كل فلز من الفلزات المكونة لسبيكة الذهب كالنحاس والفضة
والبلاديوم والبلاتين والخارصين وغيرها لها تأثير واضح في لون السبيكة
وصلادتها ودرجة انصهارها ، فالذهب يعطي اللون الأصفر ويقاوم ضد تأكسد
السبيكة . . أما النحاس فيعطي السبيكة اللون الأحمر ، ويزيد من قوتها
وصلادتها" انتهى .
وبعد سؤال أهل الخبرة ممن يعملون في المجوهرات والمصوغات ، ذكروا أن "
الذهب الأبيض " يطلق على عدة أشياء :
الأول : يطلق على معدن البلاتين ، وهذا لبسه جائز للرجال لا حرج فيه ،
لأنه لم يرد في الشرع ما يفيد تحريمه على الرجال ، وتسمية الناس له بـ
"الذهب الأبيض" لا يجعله حراماً ، لأنها مجرد اصطلاح ، وهو ليس ذهباً في
الحقيقة ، كما يسمى القطن أيضاً بالذهب الأبيض ، والبترول بالذهب الأسود
، وكونه ثميناً لا يجعله حراماً أيضاً ، فإنه يجوز للرجل أن يلبس الأحجار
الكريمة مثل الألماس والياقوت وغيرها .
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء" (24/76) : " لبس الألماس للرجال
لا نعلم فيه بأسا إذا كان خالصا ، ليس معه ذهب ولا فضة " انتهى .
الثاني : يطلق الذهب الأبيض على الذهب الأصفر المعروف ، ولكنه يكون
مطلياً بطبقة من البلاتين ، وهذا لبسه حرام على الرجال ، لأن لابسه يكون
لابساً للذهب الأصفر المعروف ، ولبسه حرام على الرجال بإجماع العلماء ،
كما ذكره النووي رحمه الله في "شرح صحيح مسلم".
الثالث : يطلق الذهب الأبيض على الذهب الأصفر المعروف ، ولكنه يخلط بنسبة
معينة من مادة "البلاديوم" أو غيره ، تزيد أو تقل على حسب عيار الذهب
المطلوب الحصول عليه ، وهذا الإطلاق هو المشهور المعروف في محلات الذهب .
وبيان ذلك – حسب ما قاله أهل الخبرة - : أنك لإعداد كيلو من الذهب عيار
21 يخلط 875 جم من الذهب الخالص (عيار 24) بـ 125 جم من الفضة والنحاس ،
فإن أضفت الوزن نفسه (125 جم) من البلاديوم بدلا من النحاس والفضة ، حصل
عندنا كيلو من الذهب الأبيض عيار 21 .
ولإعداد كيلو من الذهب عيار 18 يخلط 750 جم من الذهب الخالص مع 250 جم من
الفضة والنحاس ، فإن أضفنا نفس الوزن (250جم) من البلاديوم بدلا من الفضة
أو النحاس حصل عندنا كيلو من الذهب الأبيض عيار 18 .... وهكذا .
جاء في النشرة الإعلامية الصادرة عن وزارة البترول والثروة المعدنية
بالمملكة العربية السعودية – وكالة الوزارة للثروة المعدنية ، في تاريخ
22/3/1410 عن المعادن في المملكة ( الذهب ) :
" الذهب الأبيض هو عبارة عن خليط من الذهب مع 12% بلاديوم ، أو15% نيكل ،
ويمكن أن يميل لون الذهب إلى اللون الوردي بخلطه مع 5% فضة و20%نحاس ،
أما اللون المائل إلى الأخضر فينتج من خلط 75% ذهب ، مع 25% فضة ، أو مع
زنك + كادميوم . ويكون اللون مائلا إلى الأزرق إذا خلط الذهب بقليل من
الحديد ، أما إذا خلط الذهب مع 20% ألمنيوم فإن اللون الناتج يكون
أرجوانيا ، ويمكن التحكم في درجة احمرار الذهب وذلك برفع أو خفض نسبة
النحاس المضافة " انتهى.
وقال الأستاذ الدكتور ممدوح عبد الغفور حسن في كتابه "مملكة المعادن" :
"والذهب النقي ليس صلدا بدرجة كافية تصلح لصناعة المجوهرات ، ولكنه يخلط
بالنحاس أو الفضة أو النيكل أو البلاتين لزيادة صلادته ، وفي نفس الوقت
إكسابه ألوانا مميزة ، فقليل من النحاس يضفي عليه احمراراً في اللون ،
أما الفضة فإنها تضفي عليه مسحة من البياض ، أما زيادة نسبة البلاتين إلى
25 % أو النيكل إلى 15 % فإنها تعطي سبيكة تسمى ( الذهب الأبيض )" انتهى
.
والخلاصة: أن الذهب في أصله أصفر اللون ، ولا يوجد ذهب أبيض في أصله، لكن
قد يضاف إليه مواد تغير لونه إلى البياض .
فالذهب الأبيض ما هو إلا ذهب أصفر ولكنه أضيف إليه البلاديوم بدلا من
الفضة أو النحاس ، ولذلك يوجد في المحلات عيارات للذهب الأبيض كالأصفر
تماما ، ومعلوم أن إضافة الفضة أو النحاس إلى الذهب لا يخرجه عن كونه
ذهبا ، ولا يبيح استعماله ، فكذلك إضافة البلاديوم .
وعلى هذا ، يكون لبس الذهب الأبيض محرما على الرجال ، لأنه في الحقيقة
ذهب أصفر ، ولكن أضيفت إليه مادة غيّرت لونه إلى اللون الأبيض .
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء : انتشرت في أوساط بعض الناس خاصة
الرجال استعمال ما يسمى بالذهب الأبيض ، ويصنع منه الساعات وخواتم وأقلام
ونحوها ، وبعد سؤال أصحاب الباعة ومشيخة الصاغة ، أفادوا بأن الذهب
الأبيض هو الذهب الأصفر المعروف ، وبعد إضافته بمادة معينة تقدر بحوالي
من 5- 10 % لتغيير لونه من الأصفر إلى الأبيض ، أو غيره من الألوان
الأخرى ، مما يجعله يشابه المعادن الأخرى ، وقد كثر استعماله في الآونة
الأخيرة ، والتبس حكم استعماله على كثير من الناس .
فأجابت :
" إذا كان الواقع ما ذكر ، فإن الذهب إذا خلط بغيره لا يخرج عن أحكامه من
تحريم التفاضل إذا بيع بجنسه ، ووجوب التقابض في المجلس ، سواء بيع بجنسه
أو بيع بفضة أو نقود ورقية ، وتحريم لبسه على الرجال ، وتحريم اتخاذ
الأواني منه ، وتسميته ذهبا أبيض لا يخرجه عن تلك الأحكام " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (24/60) .
والله أعلم.
مشكرو على الموضوع الجميل
شكرا على الموضوع وجزاكم الله خيرا ونفع بكم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)