ابتسمت أمي حين بدأت أاخطو أول حرف

وكتبت تاريخ بدايتي مع أول جرح

لم تدري أمي المسكينة أن ولدها بدا بالنزف

بدا من دمه يرسم حرف

ومن روحه يقطف ورد

لم تعرف ابدا ً ان ذلك الطفل سوف يكبر ويصبح عبد

بل أجزم أنها ما كانت تدري كيف الحرف يمتلك كل رد

كيف تنتقم الكلمات من سيدها .... وتبقى الذكرى هي ذكرى وينتهي الامر

أمــي الحنونة لو عرفت !! ما كان سيحصل لي ما علمتني حرف

لو علمت كيف الكلمات تقتل أجزائي حرفا ً حرف

بل لو درت كيف النقاط تنهش عظامي حتى النقش

لم تعلمني حرف .....

وما زاد استغراب أمي ... !! أني ما زلت أكتب رغم كل ظرف

ومن بعد الترجي قالت كفى ودعي الكتابة وانتهي ...

اترك قلمك واعتزل غرامك وارتمي على حضني ياولدي

يا فلذتا كبدي لا تقتلع فؤادي فكفاني ماأرى يا ولدي

أمــــي يا فؤاد عمري أرجوكي دعيني أُكمل ما بدات

يا نور الشمس في قلبي جراحي أهون علي من الصمت

سأستمر يأمي و أرجوكي لا تتألمي فقد اعتدت الجراح ...

لا تدمعي فقد حان وقت الفراق ....

أنا دنيتي يا أمــي عبارة عن حروف تغازلها النقاط

عند موتها أمــوت كأنها كانت روحي هي التي تقال

دعيني أمــوت بسلام وليكون في الجنة اللقاء

لكن قبل أن أنتهي أرسل حبي اليها فهي من أطال عمري بعد الهلاك

أشكرها فهي بحبها منحتني شي يقال

نورا اهفو به نحو جمال الاحساس

بحبها غ*** ُ فوق السفوح والجبال

شكرا لكي فحبك حين ينتهي تنتهي الحياة


............ ميــلاد.............