كنت أفكر...

جلست مع أفكاري وأحلامي...

أين سأتناول العشاء هذه الليلة...

لماذا لا...

في مدينة أحبها...ليست مدينتي...

ولكن فيها زرعت شوقي...وبعض أحلامي...

وأصبحت أعصابي هادئة...

ولكن ماذا أقول لكم يا قلوبي...ويا عيوني...

ويا ضلوعي ....

أنا خجل منكم...ومن نفسي أيضا...

هذه المرة ضاعت نفسي فلم أتمكن من التنزه في شوارع مدينة الياسمين...

أدركت أن شوارعها غريبة...علامات المجنزرات على الإسفلت...

عمارات مهدمة...أشجار محروقة...دكاكين تم إتلافها...

هل أولادنا بخير...هل أمهاتنا بخير...

أمشي بين كل هذا وقلبي يدق بقوة الخوف والألم والهروب الى الوراء...

كيف وصل القتلة الى مدينة الياسمين...

هل هبطوا علينا من جهنم...

أم كانوا بيننا ولم نكن نعرفهم...

صدقوني...دب الرعب في قلبي...

وأخبروني أن الطفل الذي كنت أداعبه عندما كنت أمر على محل الزهور قد قتل...

وأحببت أن أزوره في قبره وأحمل له بعض الورود...

فتكت بي الحقيقة...

لا زهور في هذه المدينة...كل شيء قد تفحم...حتى محل الزهور...

وقررت أن أزوره...وتركت على ترابه قبلة...

أبغض الأشياء ...الضمير الذي يمشي في مدينة قتيلة...

مجروحة...ومغتصبة...مهزومة...

ولا يتكلم....ولا يصرخ....