[COLOR="rgb(255, 0, 255)"]
مما روي عن الأصمعي هذه الحادثة قال:
دخلت البادية، فإذا بعجوز بين يديها شاة مقتولة،
وذئب صغير مقع، فوقفت أتعجب من المنظر فقالت أتدري ما هذا؟
قلت:لا، قالت مشيرة إلى الذئب الصغير: هذا جرو ذئب، أخذته وربيته وارضعته من هذه الشاة، حتى كبر..
ولقد ذهبت إلى بعض شأني، وإذا به يهجم على هذه الشاة ويمزقها شر ممزق كما ترى، فأحزنني ذلك وبكيت.. وقلت في ذلك شعراً.
قال الأصمعي: أسمعيني ما قلت يرحمك الله، فأنشدته هذه الأبيات:
بقرت شويهتي وفجعت قلبي
وأنت لشاتنا ولد ربيب
غذيت بدرها وربيت فينا
فمن أنباك أن أباك ذيب
إذا كان الطباع طباع سوء
فليس بنافع فيها الأديب
أخي الكريم.. هذه قصة تناقلتها الكتب وعبرت القرون الطوال حتى وصلتنا كما هي دون زيف. لماذا؟؟؟
الجواب: لأن فيها رمزاً وحقيقة وعبرة.. لن أناقش ذلك.. ولكن أطرح سؤالاً أثارته القصة في خاطري وهو:
هل رأيت أو سمعت أن ذئباً قتل ذئبا؟ أو أسداً قتل أسداً؟!
وحتى لو وجدت ذلك – جدلاً- سنعتبر ذلك شذوذاً على القاعدة لا يعتبر قياساً، لكن افتح صفحات الجرائد وافتح قنوات التلفاز ومحطات الراديو وخذ قلماً وورقة واكتب إحصائية قتلى (يوم واحد) من البشر.. بأيدي البشر.. ستذهل.. وإذا علمت أن (الهدف) من ذلك هو (متاع الدنيا) سترى بعين بصيرتك أن الإنسان في القرن العشرين أصبح أكثر توحشاً وشراسة ممن خلقوا وحوشاً أو ذئاباً.
منقووووووول للفائدة[/COLOR]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)