بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




872729161.jpg
لافتات غطت جدران المدينة ، علب "الدهانات" تناثرت على الأرصفة ولا حضور إلا للون الأحمر ..، ورشات الخياطة استنفرت مكناتها ، تعبئة كاملة و كأن يوم الثلاثاء عيد ، الأطفال و الشباب و الشيوخ و النساء ، تختلف المشارب و الأحاديث و المصب في النهاية واحد ..، مباراة الأهلي القادمة .
- ستكون مباراة صعبة .. ولكن سنفوز في النهاية ، سنسجل ثلاثة أهداف و ننهي الأمور مبكراً .
- الغيابات مقلقة .. لا يوجد لدينا مهاجم ينهي الفرص .. الله يستر!.
- لن نستطيع تسجيل أكثر من هدف ، و سنضطر لركلات الترجيح و الله يستر!.
- سنفوز قلبي يخبرني أننا سنفوز و حتى بالنهائي سنفوز و لن تنام حلب لشهر كامل.

ليس مجرد كلام متراصف و منمق ، و ليست مبالغات خيالية ..، الدكتور ، و اللحام ، و المهندس ، و الحلاق ، و الصيدلاني ، و الخياط ، و العمال ، و الأطفال .. ، هذه هي حال حلب الشهباء ، و هي تستعد لزف عريسها إلى النهائي الحلم ، و تتويجه كبيراً من كبار القارة الصفراء .
قد يختلف البعض على أهمية الرياضة ، أو على جعلها أولوية أمام وجود قضايا أكثر مصيرية منها .. ، إلا أن الاتحاد أو الأهلي (لا فرق) ، يشكل في حلب قضية من نوع آخر .. ، فربط نادٍ بتاريخ مدينة ليس بالأمر البسيط ، و أن تشتهر حلب بقلعتها و بصباح فخري و بنادي الاتحاد ، يكفي لأن يشرح ما يمثله نادي الاتحاد عند الحلبيين .
لم يكن أشد المتفائلين من مشجعي القلعة الحمراء يتوقع أن يصل فريق تخلى عن خط هجومه بالكامل إلى هذه المرحلة من البطولة الآسيوية ، إلا أن أبناء تيتا و العفش قدموا وجبات كروية دسمة ، أغرت جماهير سورية بالحصول على كأس البطولة كوجبة رئيسية ، بعد العديد من الصفحات الرمادية التي بدأها منتخب الرجال و ختمها منتخب الشباب.
الأهلي كبير .. ، هذا ما اعتاد عشاقه على قوله ، و آن الأوان لنقل هذه الكلمة إلى الحيز القاري ، حان الوقت لإعادة كأس غابت عن الخزائن السورية منذ ستة أعوام .
و على الرغم من العقبات التي تعترض طريق إدارة الاتحاد الحالية ، سواء كانت مالية أو إدارية أو ناتجة عن تراكمات سابقة ، إلا أن ما سبق يزول عند المحك ، و ما يهم الآن هو اللقاء المرتقب .
حملات جماهيرية و إعلامية و رسمية ، تدعو لتكرار المشهد الذي احتضنه استاد حلب الدولي ليلة افتتاحه ، لا فرق إن كان اتساعه خمسين ألفاً أو سبعين أو تسعين ، المهم أن نقول مع بدء المباراة .."لا مكان لوافد جديد".
أولى الحملات بدأتها منتديات عشاق النادي "اتحاد أون لاين" بحملة حددت هدفها بجمع 50 ألف علم يوزع على الجماهير في اللقاء الآسيوي ، و نجحوا في مسعاهم بعد مشاركة تعدت حدود حلب ، ليساهم فيها مغتربو الأهلي في العديد من الدول .
و تظافرت الجهود الجماهيرية في مختلف المدن السورية ، و أعلنت العديد من الروابط الجماهيرية تسييرها للعديد من الرحلات المتوجة إلى قبلة الرياضة السورية .
و في ظل تغني العديد من وسائل الإعلام العربية بجمهور حلب و كثافته و جمالية حضوره ، ركزت وسائل الإعلام المحلية على ضرورة استنفار الجمهور و حثه على المؤازرة و التواجد بكثافة يوم الثلاثاء القادم .
و تجلت المناشدة الإدارية للجماهير الأهلاوية بتصريح سابق لرئيس مجلس الإدارة الأهلاوي "محمد عفش" حين قال لعكس السير "جمهورنا دائماً ما كان اللاعب رقم واحد في كل المباريات ، نتمنى حضوراً مكثفاً في المباراة المقبلة".
و بغض النظر عن مطالبة الجماهير بالحضور ، إلا أن عشاق الأهلي ليسوا بحاجة لاستثارة عواطفهم في سبيل مساندة ناد تشربوا حبه مع حليب الأمهات .
أولى الرسائل نوجهها إلى شبان الأهلي ، كنتم كباراً كما اعتاد ناديكم أن يكون ، و قدمتم إلى الآن ما فاق كل التوقعات ، شكراً لكم بكل الأحوال ، و لكن جماهيركم تطالبكم بتحقيق حلم أنتم بدأتموه ، و حان الوقت لإنهائه بدمعة فرح .
ثاني الرسائل نوجهها إلى جماهير الأهلي ، آن الأوان لتقديم أفضل ما لديكم ، ناديكم كبير .. ، أثبتوا استحقاقه لهذه الكلمة و كونوا كباراً على الموعد ، و اجعلوا مدرجات استاد حلب تغص بتواجدكم ، فلا ناد ولا اتحاد بدونكم .
الأهلي بمن حضر ، فلا غيابات و لا عقوبات ولا إصابات باتت تهم ، الأهلي يناشد جماهيره قبل لاعبيه ، سطروا تاريخاً ذهبياً يليق بمدينتكم ، هي مسألة حياة أو فوز ، كونوا على الموعد .. و اجعلوها تاريخية .