كشفت إحصائية صحية أن 669 إصابة بمرض الزهري تم اكتشافها خلال العام 2010 في البلاد من بين أكثر من 385 ألف متبرع ألف متبرع زاروا بنوك الدم العام الماضي.
وتشير الإحصائية إلى أن 173 مصاباً من هؤلاء تم اكتشافهم في الربع الأول من العام المنصرم، و197 تم اكتشافهم في الربع الثاني و130 اكتُشفوا في الربع الثالث، أما الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام نفسه فسجلت بنوك الدم المنتشرة في المحافظات السورية 169 أما الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام نفسه فسجلت بنوك الدم المنتشرة في المحافظات السورية 169 إصابة بالزهري.
وأشارت الإحصائية إلى أن ارتفاعاً ملحوظاً طرأ على عدد الإصابات المكتشفة في بنوك الدم العام الماضي مقارنة مع العام 2009 الذي سُجّل خلاله 611 إصابة أي أن عدد الإصابات ارتفع بمعدل 58 إصابة مع أن عدد الذين تبرعوا بالدم خلال تلك السنة تجاوز الـ412 ألف متبرع، كما ارتفع عدد الغصابات المسجلة خلال الربع الأخير من العام الماضي ( 169 إصابة من 97 ألف متبرع) بمعدل 34 إصابة مقارنة مع الربع الأخير من العام 2009 الذي تم تسجيل 205 إصابات خلاله من أكثر من 100 ألف متبرع بالدم.
ومع ذلك لا تعبر هذه الأرقام عن الحجم الحقيقي لانتشار مرض الزهري لأنها تقدم عدد الإصابات العرضية التي يتم اكتشافها في بنوك الدم على حين يقصد معظم المصابين عيادات ومشافي القطاع الخاص لتلقي العلاج، وهذا ما بينته الدكتورة هالة الخاير مديرة الأمراض السارية في وزارة الصحة التي بينت للوطن أونلاين: لا يوجد في سورية إحصاءات عن مرض الزهري وغيره من الأمراض المنقولة عن طريق الجنس مثل السيلان والكلاميديا والقرح اللين والهربس والثآليل التناسلية والتهابات الكبد الفيروسية، وذلك لعدم وجود مراكز تخصصية لعلاجه ولأن معظم الحالات يراجع فيها المصابون بالزهري القطاع الصحي الخاص نظراً لخصوصية مرض الزهري والإحساس بالخجل و"الوسمة" من الحديث بالموضوع في القطاع العام، وبالتالي تكاد تكون الإحصاءات التي تقدمها بنوك الدم الإحصاءات الوحيدة حول عدد الإصابات بهذه الأمراض، وهي تقدم أرقام أقل بكثير من الأرقام الحقيقية وهي أرقام مجردة لا يمكن ان تقدم أي فكرة عما تطمح إليه وزارة الصحة وخصوصا فيما يتعلق بحجم انتشار المرض وماهية الفئات الأكثر عرضة للإصابة وبالتالي التركيز على هذه الفئات أكثر من غيرها خصوصاً في مجال التوعية والتثقيف الصحي حول المرض وطرق الوقاية منه.
وقالت الخاير: إن استراتيجيتنا الجديدة لبرنامج مكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً تحتوي قسماً خاصاً سيتم من خلاله التشديد والتركيز على مقاربة ومكافحة الأمراض المنقولة جنسياً ومنها الزهري، ويبدأ هذا بإحصاء ومعرفة مدى انتشار هذه الأمراض في بلدنا كمرحلة أولى قد تستغرق سنتين إحصائيتين (2011 و2012) ومن ثم وبعد تحديد الأرقام ومعرفة حجم انتشار المرض وحجم العمل اللازم للتعامل معه تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة التصدي للمرض التي تبدأ بوضع سياسات لتشجيع المصابين بهذه الأمراض لمراجعة المراكز التخصصية في القطاع العام، وحتى إذا راجعوا القطاع الخاص سيكون على الأطباء في هذا القطاع التبليغ عن أعداد هذه الإصابات التي تردهم.
وأضافت الخاير: نعمل حالياً على تفعيل الإجراءات التنفيذية لقانون الأمراض السارية الذي لم تصدر تعليماته التنفيذية منذ صدوره عام 2007 وهذه الإجراءات ستلزم أي طبيب في أي قطاع بأن يبلغ عن قائمة من الأمراض ويقدم معلومات وإحصاءات حولها، ومن هذه الأمراض مرض الزهري والأمراض المنقولة جنسياً.وعن مرض الزهري تحدث الخاير وبينت أنه يمكن الوقاية من الإصابة به بسهولة لأن الوقاية مرتبطة بالسلوك الشخصي الاختياري فالزهري من الأمراض التي يساء تشخيصها وعلاجها لأنها ذات خصوصية اجتماعية وذات تأثيرات صحية سيئة إذا لم تعالج بشكل صحيح، مشيرة إلى أن الإصابة بالزهري لا تخلف مناعة، وأن العامل المسبب له هو اللولبية الشاحبة Treponema pallidum وأن فترة الحضانة لهذه الجرثومة تمتد من 10 إلى 30 يوماً، كما أن فترة السراية بشكل عام هي خلال السنة الأولى بعد العدوى.
وبيّنت أن جرثومة الزهري تنتقل بالاتصال الجنسي مع المصابين وبالملامسة أو الاحتكاك بالمصاب تحت ظروف معينة وخصوصاً عند الملامسة المتلازمة لمنطقة الإصابة، كما تنقل الأم المصابة مرض الزهري إلى الجنين عن طريق المشيمة أو مباشرة إلى أطفالها، وإذا كان الدم ملوثاً بجرثومة الزهري فإن المرض ينتقل من المصاب إلى الإنسان السليم عند نقل الدم.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)