قال رجل لرجل : قد عرفت النحو ، إلا أني لا أعرف هذا الذي يقولون : أبو فلان ، وأبا فلان ، وأبي فلان ، فقال له : هذا أسهل الأشياء في النحو ، إنما يقولون : أبا فلان لمن عظم قدره ، وأبو فلان للمتوسطين ، وأبي فلان للرذلة .

قدم على ابن علقمة النحوي ابن أخ ، فقال : ما فعل أبوك ؟ قال مات . قال وما فعلت علته ؟ قال ورمت قدميه ، قال : قل قدماه ، قال فارتفع الورم إلى ركبتاه ، قال : قل ركبتيه ، فقال : دعني يا عمّ ، فما موت أبي بأشد عليّ من نحوك هذا .

سأل المنذر يوماً محمد بن مبشر الوزير : كيف تأمر المرأة بالنون الثقيلة ، من غزا يغزو؟ فأجال ابن مبشر فيها فكره ، فم يتّجه له جواباً ، فقال له : يا أبا الحكم ، ما رأيت أشنع من مسألتك ، الله يأمرها أن تقرّ في بيتها ، وأنت تأمرها بالغزو !

دخل خالد بن صفوان الحمّامَ ، وكان فيه رجل مع ابنه ، فأراد أن يعرّف خالداً ما عنده من البيان ، فقال : با بني ابدأ بيداك ورجلاك (برفع يداك ورجلاك) ، ثم التفت إلى خالد ، فقال : يا أبا صفوان هذا كلام قد ذهب أهله ، فقال : هذا كلام لم يخلق الله له أهلاً قط !



قال الزيادي : قرأت على الأصمعي بين المتلمس :

أغنيتُ شأني فأغنوا اليوم شأنكم واستحمقوا في مراس الحرب أو كيسوا

فصحفت ، فقلت : أغنيت شاتي : فقال الأصمعي : فأغنوا اليوم تيسكم .

عن ميمون بن هارون أحد أصحاب الجاحظ ، قال : قال رجل لصديق له : ما فعل فلان بحمارِهِ ؟ قال : باعِهِ ، قال : قل باعَهُ ، قال : فلمَ قلت بحمارِهِ ؟ قال : الباء تجرّ ، قال : فمن جعل باءك تجرَ وبائي ترفع ؟!

سمع أعرابي إماماً يقرأ : (ولا تَنْكِحُوا المشركين حتى يؤمنوا) ، بفتح التاء من تنحكوا ، فقال : سبحان الله ! هذا قبل الإسلام قبيح ، فكيف بعده ! قيل له : إنه لحن ، والقراءة : ولا تُنكحوا المشركين ، فقال : قبّحه الله ، لا تجعلوه بعدها إماماً فإنه يحل ما حرم الله .