««صديقة الدرب»»
إذا كنت تشعر بالاكتئاب والانطوائيةوالاحساس بالاضطهاد والقلق وعدم تذكر أبسط الأشياء التي حدثت منذ وقت قريب وصدرت منك أفعال حركية لا إرادية فأنت عرضة أكثر للإصابة بسارق العقول أو «الزهايمر» ذلك المرض الذي يسرق العقل تدريجياً كما لا يفرق بين شاب وكهل. فهل لهذا المرض أسباب تساعد على ظهوره عند شخص دون غيره وهل هناك سبل للوقاية منه وهل الغذاء والتلوث له دور .
أسباب
يؤكد الدكتور سمير الملا أستاذ المخ والأعصاب بجامعة القاهرة أنه حتى الآن لم تظهر أبحاث عن أسباب ظهور هذا المرض الذي لا يفرق بين شاب وكهل فقد نجد شابا في الثلاثين من العمر يعاني من أعراض الزهايمر والتي تتمثل في الشعور بالاكتئاب والانطوائية وصدور حركات جسدية غير إرادية إلى جانب الشعور بالقلق والاحباط والعزلة والنسيان المستمر لأقرب الأحداث مع العلم أن المريض في بداية المرض يستطيع تذكر أشياء حدثت منذ وقت بعيد ولا يتذكر أشياء قريبة.وحول أعراض المرض وهل الغذاء له دور مساعد في ظهوره يوضح الدكتور سمير الملا أن ما يحدث داخل مخ المريض هو تليف تدريجي في خلايا المخ وضمور في البنيات الدماغية مع تمدد بطيء في تلك البنيات ونقص بارز في حجم الخلايا العصبية وبعد هذه المرحلة تظهر أعراض مبكرة للمريض مثل الاكتئاب والقلق ثم تتطور إلى الشعور بمزاج مرح أحياناً والخوف من الآخرين وعدم الثقة بهم فضلا عن فقدان الشعور بالمكان والزمان وفي المراحل المتأخرة يصاب المريض بتشوه في مقاطع الحروف ومضغ الكلام والألفاظ ثم يصل إلى مراحل متأخرة حيث يعجز المريض عن تنسيق الحركات وعن ارتداء ملابسه أو اطعام نفسه حتى يصل إلى فقدان الذاكرة بشكل كامل ويصبح لا يتذكر أي شيء ويصبح له ذاكرة بيضاء تماماً، كما أن الغذاء يلعب دورا مهما في إظهار الأعراض المبكرة للمريض واستفحالها وذلك مثل تناول أغذية تحتوي على نسبة عالية من الدهون والمواد الحافظة والعادات الغذائية السيئة مثل طهي الطعام بأشكال خاطئة تؤدي إلى فقد المحتوى المفيد للطعام والبعد عن الأطعمة الطبيعية مثل الخضر والفاكهة الطازجة كما أن للتلوث دورا مهما حيث كشفت عدة دراسات أن تعرض المخ لنسبة كبيرة من أكسيد الألمنيوم قد يكون سببا للمرض حيث أكدت الأبحاث عند الفحص التشريحي لمخ بعض مرضى الزهايمر الذين ماتوا بالمرض وجود نسبة كبيرة من هذا الأكسيد ويوجد هذا الأكسيد في علب المشروبات الغازية وأواني الطهي والجبن المصنع ومساحيق الخبز وأنواع الشامبو المضادة للقشر ومزيلات العرق .
تفاوت
وحول الفرق بين النسيان والزهايمر يؤكد الدكتور محمود علام أستاذ المخ والأعصاب بالقصر العيني أن كل الأشخاص عرضة للنسيان بدرجات متفاوتة وليس كل شخص ينسى بعض الأشياء يكون مريضا بالزهايمر ولكن يختلف النسيان عن الزهايمر في أن النسيان قد يحدث في بعض المواقف القليلة التي تكون حدثت والشخص غير منتبه بشكل كامل أو مر عليها وقت طويل إلى جانب عدم مصاحبة هذا النسيان لباقي أعراض الزهايمر مثل الاكتئاب وعدم الرغبة في الاندماج ونسيان أقرب المواقف فالزهايمر ليس من أعراضه النسيان فقط.وحول أسباب انتشار المرض يشير الدكتور علام إلى أن المرض موجود منذ زمن بعيد ولكنه أصبح أكثر انتشاراً نتيجة ارتفاع معدل الأعمار حيث زاد متوسط العمر من 69 عاماً إلى 79 عاما وهذه الزيادة أدت إلى زيادة عدد المرضى إلى جانب الزيادة السكانية في العالم وتغير أساليب الحياة مثل تناول الأغذية المصنعة والتي تحتوي على المواد الحافظة والمشروبات الغازية وعدم الاعتماد على المخ في الكثير من الأنشطة والاعتماد على الأجهزة والآلات مثل الكمبيوتر والآلة الحاسبة فعدم استعمال المخ يؤدي إلى إتلاف خلاياه والدليل علي ذلك نجد أن المفكرين والعلماء لا يصابون بهذا المرض على عكس الأشخاص الذين ينعزلون ولا يستخدمون العقل بشكل جيد كما أن المرض ينتشر بشكل كبير ومخيف بالدول المتقدمة التي تعتمد على التكنولوجيا بشكل كبير مثل الولايات المتحدة حيث يصل عدد المصابين بها إلى 5.5 مليون مريض وفرنسا بها 3 ملايين مريض ومتوقع مضاعفة العدد خلال السنوات القادمة لكن في مصر لا توجد احصائيات حقيقية نتيجة عدم توجه أسر الأشخاص المصابين للبحث عن العلاج والاكتفاء بعزل المريض عن المجتمع
علاج
وحول أساليب العلاج يؤكد الدكتور ساهر هاشم أستاذ الأمراض العصبية بالقصر العيني ورئيس اتحاد أطباء الأعصاب العرب ان الأبحاث تقدم باستمرار بعض أساليب العلاج لهذا المرض منذ ظهوره وهذه الأساليب بداية من استخدام الأكسجين المكثف لتنشيط خلايا المخ أو استخدام جرعات كبيرة من المكملات الغذائية أو استخدام أسلوب توسيع الأوعية الدموية بالخلايا العصبية بالمخ أو استخدام العقاقير ذات التأثيرات النفسية إلى جانب وجود عقاقير تستطيع تخليق كيميائي مساو لما يفرزه الجسم ولكن بجرعات كبيرة ولكن على الرغم من كثرة وتنوع الأساليب العلاجية المتاحة فإنها لا تؤدي إلى الشفاء تماماً ولكن عند ظهور الأعراض المبكرة للمريض وعرضه على الطبيب بشكل سريع يستطيع الطبيب استخدام أساليب العلاج المتنوعة لإبطاء تليف الخلايا. ويوضح الدكتور هاشم أنه على الشخص العادي تجنب الأساليب السيئة التي قد تؤدي إلى ظهور المرض مثل تناول الأطعمة الطبيعية غير المصنعة والبعد عن مصادر التلوث وممارسة الرياضة ولو في أبسط صورها والاعتماد على العقل باستمرار في إتمام الأعمال والتفكير الإيجابي مؤكداً أن المرض ليس له علاج نهائي ولكن دور الطبيب يقتصر على إعطاء المريض للعقاير التي تبطئ التليف في خلايا المخ لذلك ليس في يد المريض أي حيلة بعد بداية انتشار المرض ولكن على الشخص تجنب الأسباب قبل ظهور المرض كما أن هناك طريقا موازيا للعلاج يجب الانتباه له هو حماية الأشخاص المستهدفين عن طريق الانتباه إلى المؤشرات المبكرة التي تتمثل في الشعور بالاكتئاب وعدم استجابة المريض للعلاج إلى جانب الشعور بمتاعب جسدية وتعدد مناطق الشكوى في الجسم دون سبب واضح وشعور المريض بالقلق واضطراب النوم واضطراب حركة العين السريعة
جهود
ويشير الدكتور عبد المنعم عاشور رئيس جمعية مرضى الزهايمر إلى أن هناك جهودا كثيرة تبذل من أجل مرضى الزهايمر مثل توعية أسر المرضى بأفضل طرق التعامل والتعايش مع مرضاهم وتحسين الخدمات المقدمة لهم من خلال إرشادات أساتذة الطب النفسي إلى جانب عرض مجموعة من أفلام الفيديو على أسر المرضى لتوضيح كيفية التعامل مع المريض.
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)