««صديقة الدرب»»
ماجدة الرومي اسم لمع في الوطن العربي، فهي ملاك لبنان على صورة الوطن ومثاله، هي الوطنية المتجذّرة في جسد امرأة تقطر شرفاً وكرامة وحريّة، هي الرسالة التي تختصر لبنان الاكثر من وطن، هي دمع وابتسامة هذا الوطن، هي عروس لبنان الجميلة التي جمعت في مهرجان جونية بالامس ما فرقّته السياسة والمصالح والنزاعات على السلطة، فكان صوتها الام التي تجمع ابناءها، والاب الذي يقسو عليهم من أجلهم والاخ الذي يدعم بمحبّة، والاهم كانت الماجدة السيدة الحرّة المستقلة، الصورة المصغّرة عن لبنان الذي نريد والصورة الكبيرة المشّرفة للبنان الرسالة.
عالم آخر من دموع ورهبة واحلام، نقلتنا اليه السيدة ماجدة الرومي بالامس، وحملتنا على اجنحة صوتها الملائكي الى مكان لا يشبه هذا الزمان بشيء، الى مكان مقدّس حيث لا شيء الا النقاء والبراءة والحبّ، فجعلتنا نعيش خلال ساعتين كاملتين في جنة من نور وحبّ وأمل وصلاة، هي التي تتقن فنّ الاغراء، فتمارس سحرها على جميع حواسنا، فننتقل معها الى عالم آخر حيث يتحكّم صوتها بارادتنا ورغباتنا وانكساراتنا وخيباتنا واحلامنا ووطنيتنا وآمالنا، فتعود بعد ساعتين في حضرتها الى واقعك، لتنبذه وتحتقره وتتبرّأ منه وتشعر كم انك صغير جداً امام صوتها الكبير وقدرتها الكبيرة على تغيير ملامح حياتك وتبديلها.
ساعتان من الغناء المباشر هزّت خلالهما الماجدة ضمير وقلب كل الحاضرين وامتعتهم بأغنياتها القديمة والجديدة وقد تفاعل معها الجمهور كالعادة، فغنى معها وصفّق لها حتى النشوة، وهتف باسمها حتى ارتجّ مسرح ملعب فؤاد شهاب، والخلفية الثلاثية الابعاد خلقت جواً عاماً حالماً غير مسبوق، فأضافت الـ animation الى الحفل رونقاً خاصاً، فاكتمل الحلم بصوت الماجدة بالصورة الحلم التي كانت تظهر خلفها.
لا يهمّنا ان نذكر رجال السياسة الذين حضروا ولا يهمّنا ان نذكر من صافح من ومن جلس الى جانب من، فكل هذه المعلومات "السخيفة" تسقط أمام عظمة صوت ماجدة الرومي وحضورها القوي، فهي الوحيدة التي استطاعت ان تجمع ما فرقّته السياسة الغبيّة في لبنان، وهي الوحيدة التي أحبّت الوطن أكثر من سياسييه المؤتمنين على حراسته وحماية كرامة أبنائه.
"كلمات"، "انت الملك قلبي"، "يا بيروت"، "غني للناس"، "عم بحلمك يا حلم يا لبنان"، "أحبّك جداً"، "ما رح ازعل ع شي"، "الليلة"، "ما حدا بعبّي مطرحك بقلبي"، "اعتزلت الغرام"، "غنّي لحبّ"، والكثير الكثير من الاغنيات وقد فاجأت الماجدة بأغنية "ديو" بعنوان "سلونا" كان موقع بصراحة أول من كشف عنها، فظهر الراحل الكبير حليم الرومي في خلفية المسرح وغنّت الماجدة معه ديو مسجّلاً طبعاً، استفز الحضور على البكاء تأثراً وكان هذا المشهد بروعته من أجمل محطات هذا الحفل المتكامل والناجح جداً و يشهد للمنظمين بالمجهود الكبير الذي قاموا به وبالابداع والخلق والابتكار فكانت حفلة الماجدة كسباً كبيراً لكل من حضره وخسارة لا تعوّض لكل من فوّته.
قدّمت الماجدة خلال الحفل أيضاً أغنية وطنية جديدة من كلماتها والحان وتوزيع جان ماري رياشي بعنوان "لبنان" تقول:
زمان...
كان يا ما كان وكان وطن اسمو لبنان
كان للفرح عنوان
زمان...
كان أهل وكان جيران كان مبدع وفنان
بحبر الورق غرقان
زمان...
لقيناه حلو حرقناه من حلمو فيّقناه
من عيدو سرقناه
لبنان كان أخضر حلو شطوط وحضارة كان
شو عملنا فيه لبنان؟
قدّم الحفل الاعلامي اللبناني القدير جورج قرداحي الذي ألقى كلمة ترحيبية شرح فيها الأهداف التي سعت اليها جمعية أصدقاء المدينة من وراء إقامة المهرجانات الدولية التي تقدم للمرة الاولى في مدينة جونية وقاد المايسترو "العظيم" الاستاذ ايلي العليا الفرقة الموسيقية المحترفة جداً والتي لعبت دوراً كبيراً في عملية الابهار.
نذكر ايضاَ ان محطة "أم تي في" صوّرت هذا الحفل على ان يعرض في وقت لاحق. وفي نهاية الحفل قلّد فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان السيدة ماجدة الرومي وسام الأرز من رتبة كومندور.
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)